لم يكن احد من مهنيي القطاع السياحي، يتوقع ان قرار صادما سيعيد المغرب خطوة للوراء، ويزيد من تعميق جراج المهنيين، خصوصا مع الامال التي كانت تعقد على الحكومة الجديدة، من أجل المزيد من تخفيف القيود، وإعادة الحياة للقطاع السياحي الذي يعتبر من أهم دعامات الاقتصاد الوطني المنهار منذ بداية الجائحة. وحسب ما أفاد به مصدر خاص ل "كش24" من قلب المجلس الجهوي للسياحة بمراكش، فإن القرار الجديد القاضي بتعليق الرحلات مع وجهات هامة سياحيا للمغرب، على غرار بريطانيا والمانيا وهولندا، نسف مخططات مجموعة من المهنيين الذين وجدوا أنفسهم امام واقع جديد، يستدعي تحركا وازنا لتدارك الامر، لان الخسائر ستكون فادحة لا محالة.. وحسب ما أكده مصدر عليم في القطاع السياحي ل "كش24" فإن حجم الصدمة لا يمكن تصوره وسط المهنيين، سواء كانوا فندقيين او مهنيين في وكالات الاسفار، وقطاع المطاعم والنقل السياحي والمرشدين ومختلف المتدخلين، خصوصا وأن القرار جاء لينسف الفرحة التي كانت تعم المهنيين، استعدادا لاستقبال اعداد هائلة من السياح خلال الايام القليلة المقبلة، ومن ضمنهم عدد مهم من الدول المعنية بتعليق الرحلات الجوية. ووفق المصدر ذاته، فقد كان المهنيون على موعد مع وصول رحلة جديدة من اسرائيل تحمل 350 سائحا، الى جانب 82 رحلة مرتقبة منتصف الاسبوع الجاري كان من المرتقب ان تجلب 10 الاف سائح اجنبيا، قادمين من 11 وجهة صوب مراكش، التي كانت تستعد لاستعادة توهجها بالتزامن مع مناسبات هامة، كان في مقدمتها العرس الاسطوري الاخير، والافتتاح المرتقب لفندق كريستيانو رونالدو، و الذي قد يصير أيضا في مهب الريح بما ان "مول العرس" قادم من بريطانيا ايضا. ويتعلق الامر وفق مصادرنا، برحلات قادمة من فرنسا والمانيا، واسبانيا، وايطاليا، وهولاندا، وبلجيكا والبرتغال، وبريطانيا وسويسرا وتركيا، وكان من المنتظر ان تستفيد عدة مدن من البرنامج المسطر لزيارة السياح القادمين من هذه الوجهات، والذين يتجاوز عددهم 10 سائح، قبل ان ينزل خبر تعليق الرحلات مع ثلاث دول من اصل 11 دولة معنية بالرحلات، صادما على كل المعنيين. وقد خلق الامر حالة من الصدمة والاستياء وسط المهنيين، وسط حديث عن إلغاء حجوزات حتى من طرف بعض السياح من الدول الغير المعنية بتعليق الرحلات، ما دامت وجهة المغرب صارت غير موثوقة، وصارت قرارات تعليق الرحلات تتخذ بشكل مفاجئ وأحادي، دون باقي الدول، وكأن كورونا لا تشد الرحال سوى للمغرب، الذي عينت فيه قبل ايام وزيرة جديدة للسياحة دشنت ولايتها بعجز واضح في الدفاع عن القطاع. وقد أكد مصدر مهني خاص ل "كش24′′، ان حجم الكارثة لا يتجلى فقط في إلغاء رحلات وحجوزات كانت مبرمجة، بل حتى السياح من مختلف الدول المتواجدين في مختلف الوجهات السياحية في المغرب، صاروا في حالة شك ويفكرون في الطريقة الامثل لمغادرة البلاد، قبل اتخاذ اي قرار جديد من قرارات "منتصف الليل". ويأتي ذلك وفق المصدر ذاته، في وقت كان المهنيون ينتظرون قرار مرتقبا برفع حالة الطوارئ في نهاية اكتوبر الجاري، بعد 19 شهرا من اعتماده، ما كان سيشكل قطيعة مع القرارات الارتجالية التي لا تراعي لوضعية القطاع، ولا لوضعية اي مواطن مغربي يعتمد بشكل وآخر على السياحة او غيرها، من أجل توفير لقمة العيش. كما يأتي ذلك في وقت يعتبر فيه المغرب ملاذا هاما لفئة مهمة من السياح،الذين يقصدونه في هذه الفترة من العام، للاستفادة ملاعب الغولف الغير متاحة حاليا في عدة دول بسبب رداءة احوال الطقس، فيما صارت عدة دول منافسة للمغرب، المستفيدة الاولى من هذه القرارات، ومن ضمنها اليونان واسبانيا والبرتغال، التي بدأت إنطلاقا من اليوم، في استقبال السياح المغادرين للمغرب وفق مصادر مطلعة.