يخيم التوتر على العلاقات بين رموز "الراب" في كل من المغرب والجزائر، حيث أرخى "التصعيد" بين عدد من الأسماء البارزة في هذا المجال الفني في الجارتين، إلى درجة أن تبادل "الكلاشات" أصبح هو سيد الموقف بينهم، وهي "كلاشات" شبيهة ب تبادل إطلاق النار" في حالة حرب. وتبادل مغني الراب المغربي المعروف بلقب "حليوة" كلاشات نارية مع مغني الراب الجزائري "ديدن كانون"، قبل أن تتوسع رقعة "الكلاشات" لتنتشر بين مغنيي الراب في كلا الطرفين بقاموس مليء بعبارات السب والشتم. ودخل "الدون بيغ"، وهو من كبار فناني الراب في المغرب، على خط هذه "الكلاشات"، ووجه سهام كلماته القاسية تجاه "ديدن"، وقال إن الغرض من دخول مغنيي الراب الجزائريين في هذه الحرب مع المغاربة ترمي إلى الزيادة في عدد المشاهدات في اليوتوب، وهو ما سيذر عليهم بعض المبالغ، في ظل أزمة الدينار الجزائري. وعبر بعض المتتبعين عن تحفظهم من دخول "الراب" في أزمة العلاقات بين البلدين، قالوا إن الفن يمكنه أن يساهم في دعم علاقات الأخوة بين الشعبين، عوض أن يهدد بتكريس التباعد. في حين اعتبر آخرون بأنه لا حياد في قضية الوحدة الترابية للمغرب، وأوردوا بأن كل الفاعلين، بما فيهم أصحاب الراب، مطالبون بأن ينخرطوا دفاعا عنها في مواجهة حكام الجزائر وأذنابه، في إشارة إلى الفنانين والإعلاميين الذين يدورون في فلكه ويدعمون أطروحاته. وتعيش العلاقات السياسية بين المغرب والجزائر حالة من التوتر، حيث يتهم المغرب الجزائر بدعم انفصاليي جبهة البوليساريو واحتضانهم وتكريس مجهودات ديبلوماسيتها للانتصار للطرح الانفصالي والإساءة للوحدة الترابية للمغرب في مختلف المحافل والمنتديات الدولية. وازدادت حدة التوتر بسبب قضية الجواز الجزائري المزور لزعيم البوليساريو لمغادرة التراب الجزائري بغرض الاستشفاء سرا في إسبانيا. وفضح هذا الملف بجلاء عدم حيادية الجزائر في قضية النزاع المفتعل كما تدعي. وقررت الجزائر قطع العلاقات الديبلوماسية مع المغرب. وفي إطار رد فعل على تصريحات لممثل المغرب بالأمم المتحدة حول حق الشعب القبائلي تقرير مصيره، إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران المغربي.