شهدت مختلف مراكز الاقتراع بمدينة الدارالبيضاء، اليوم الأربعاء، إقبالا متزايدا من قبل المواطنين، الذين سارعوا إلى ممارسة حقهم الدستوري في التعبير عن اختيارهم، لانتخاب ممثليهم داخل المجالس التمثيلية برسم الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية. وحسب ما عاينته وكالة المغرب العربي للأنباء خلال جولة في عدد من هذه المراكز، يظهر الحرص الكبير، الذي أبانت عنه السلطات المحلية، على احترام تدابير السلامة الصحية المعتمدة من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، حفاظا على صحة وسلامة الناخبين الذين حجوا بكثافة لمراكز التصويت لأداء واجبهم الوطني. وفي استقراء لآراء المواطنين بأحد هذه المراكز بحي كاليفورنيا التابع لعمالة مقاطعة عين الشق، أشاد أحد الشباب الذين أدلوا بصوتهم بحسن تنظيم عملية التصويت، وبالإجراءات التي اتخذت من أجل الالتزام بتعليمات السلطات الوصية الخاصة بالوقاية من الجائحة. وقال، في تصريح للوكالة ولقناتها الإخبارية إم 24 "جئت منذ الصباح إلى هذا المركز لأؤدي واجبي الوطني، وأعجبت كثيرا بحسن التنظيم والتدابير التي اتخذت بعين المكان حرصا على سلامة المواطنين"، مبرزا أن عملية التصويت تمر بسلاسة "كبيرة ". ومنذ الصباح، لوحظ الحضور المكثف للشباب والنساء من مختلف الفئات الاجتماعية لمراكز الاقتراع، للتعبير عن إرادتهم في هذه الاستحقاقات التي تمنح حيزا كبيرا لفئتي النساء والشباب من أجل المشاركة في تدبير الشأن العام على المستويات الوطنية والجهوية والمحلية. وأكد (س.ر) وهو ناشط جمعوي بعمالة مقاطعة انفا، في تصريح مماثل بعد إدلائه بصوته بمركز التصويت الكائن بإعدادية الوفاء بشارع الزيراوي بتراب العمالة، أنه "جد فخور" بعدما أدلى بصوته لأول مرة وعبر عن إرادته التي يكفلها له الدستور، معتبرا أن المشاركة في العملية الانتخابية "حق وواجب" من أجل تخليق الحياة السياسية والنهوض بالتنمية المحلية. وأردف قائلا "يتعين على كل فئات المجتمع، شبابا ورجالا، نساء وشيوخا، الانخراط الجماعي والمشاركة بكثافة في هذه الاستحقاقات المفصلية التي سترسم لا محالة ملامح مغرب الغد، وسترسي لبنات النموذج التنموي الجديد". وتتصدر مدينة الدارالبيضاء التي تضم 8 عمالات مقاطعات، بها 16 مقاطعة، القائمة من حيث عدد مراكز الاقتراع والدوائر الانتخابية وكذا عدد الناخبين والمرشحين عل مستوى جهة الدارالبيضاء -سطات التي تعد أكبر جهات المملكة. وخصص لجهة الدارالبيضاء- سطات 12 مقعدا برسم الانتخابات التشريعية الجهوية، فيما يصل عدد مقاعد مجلس الجهة إلى 75 مقعدا حددت حصة النساء فيها في 29 مقعدا. وتتنافس على هذه المقاعد 24 لائحة انتخابية من أطياف سياسية متنوعة، في حين يبلغ عدد مكاتب التصويت 6888، منها 702 مكتبا مركزيا. وتعتبر الدائرة الانتخابية التشريعية الجهوية، في حد ذاتها دائرة انتخابية فريدة، بينما الدوائر الانتخابية لانتخاب أعضاء مجلس الجهة، فعددها 16 دائرة انتخابية تمثل العمالات والأقاليم المكونة للجهة. وكانت مراكز الاقتراع بمدينة الدارالبيضاء قد فتحت أبوابها في وجه المواطنين على الساعة الثامنة صباحا، على أن تغلق في الساعة السابعة مساء وفق بلاغ لوزارة الداخلية.