رغم أنها قررت قبل أيام تخفيف بعض القيود مددت الحكومة المغربية، حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء البلاد شهرا إضافيا، للتصدي لكورونا، مما يشير إلى التفاؤل الحذر الذي تتبعه اللجنة العلمية لمكافحة الفيروس. ويشير الأخصائيون في المجال النفسي والاجتماعي إلى أن تخفيف الإجراءات الاحترازية من شأنه أن يعيد الروح الإيجابية لدى عدد من المغاربة الذين عانوا من الضغوط النفسية الناجمة عن الشائعات والأخبار التي رافقت تطور الوضعية الوبائية على مدى أشهر طويلة. يعتبر الباحث في علم الاجتماع، علي الشعباني، أن "حصر الشخص أو تقيده باتباع إجراءات صارمة لتفادي الأوبئة أو تحت أي ظرف استثنائي كان، يجعله يبحث عن وسائل يتجاوز بها تلك الوضعية ويدفعه للإقبال على الحياة". ويضيف الشعباني، أنه " وقبل أزيد من سنة ومع بداية الحجر الصحي في المغرب اضطر الكثير من المغاربة إلى الاعتماد على وسائل ذاتية ساعدتهم نسبيا على تجاوز تلك المرحلة الصعبة". ويشير الباحث في علم الاجتماع إلى أن مثل هذه الأزمات التي يمر منها المجتمع المغربي، تساعد على تنمية الحس الوطني لدى الفرد من خلال تغليب المصلحة العليا للبلاد، وهو ما يعود بالنفع على الشخص والمجتمع في مختلف مناحي الحياة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية. استقرار الوضعية واستمرار الحذر وقد قرر المغرب تخفيف إجراءات الإغلاق، تبعا لتوصيات اللجنة العلمية والتقنية، وبفضل التحسن المستمر للوضعية الوبائية بالمملكة وتخفيف الضغط على أقسام الإنعاش، وأخدا بعين الاعتبار التقدم المحرز في الحملة الوطنية للتلقيح ضد الوباء. يقول البرفسور مولاي مصطفى الناجي، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، إن الوضعية الوبائية الحالية في المغرب مستقرة ولا تدعو للقلق، وذلك استنادا إلى انخفاض مؤشر التوالد الفيروسي والتراجع المسجل في منحى الإصابات المسجلة في مختلف أنحاء البلاد. ويشير البروفيسور الناجي، إلى أن السلطات المعنية وقبل اتخاذها أي قرار لتخفيف الإجراءات الاحترازية، تقوم بدراسة دقيقة للمعطيات الوبائية، وفي حال سجل أي تطور سلبي في الوضع الوبائي يتم فورا التراجع عن القرار. وعن إمكانية التخفيف الشامل وإعادة فتح الحدود الجوية، يشدد الخبير المغربي في علم الأوبئة، على أن هذه الخطوة يجب أن تسبقها مجموعة من الضمانات التي يمكنها أن تكفل عدم عودة المواجهة مع الفيروس إلى "نقطة الصفر". وأمام تخفيف الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، دعا البرفيسور الناجي، وهو أيضا مدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، المواطنين إلى ضرورة التقيد بأقصى درجات الحيطة والحذر، والالتزام بشروط السلامة الصحية. ويشير البروفيسور الناجي إلى أن المغرب يسير بوثيرة جيدة في ما يتعلق بالحملة الوطنية للتلقيح، حيث بلغت نسبة الأشخاص الذين استفادوا من التطعيم حوالي 40 في المئة ، فيما تراهن المملكة على تلقيح 30 مليون شخص لبلوغ نسبة 70 في المئة من سكانها، وهو الرقم الذي يخول لها تحقيق المناعة الجماعية. المصدر: "سكاي نيوز عربية"