أحبطت عناصر الدرك الملكي حد السوالم عملية تهريب دولية للمخدرات، حددت في ما يقارب طن ونصف الطن، على متن سيارة من نفعية كبيرة من نوع " فياط فورݣو "، كانت قادمة من إحدى مدن الشمال، في طريقها إلى مروجي مخدرات إحدى الدول الأوروبية وجاءت العملية بدعم من عناصر فرقة الدراجين بالطريق السيار، الرابط بين مدينة الدارالبيضاء الكبرى والجديدة على مستوى منطقة حد السوالم، التابعتين نفوذيا لسرية برشيد وجهوية سطات، بتنسيق تام عام وشامل ومحكم مع عناصر الضابطة القضائية فرقة مكافحة المخدرات بالمركز القضائي للسرية السالفة الذكر، وبحضور قائد السرية ومساعده الأول، وتحت الإشراف الفعلي للقائد الجهوي للدرك الملكي بالقيادة الجهوية سطات. وقد تم الامر بناء على معلومات دقيقة توصل بها قائد فرقة الدراجين بالطريق السيار السالف ذكره، ليتم بعد ذلك تجنيد دورية دركية ظهر اليوم الجمعة 12 مارس الجاري، على مستوى مدخل الطريق السيار حد السوالم، ووضع متاريس بغية الإيقاف والاعتقال، لكن فطنة المهربين مكنت السيارة الأولى الرباعية الدفع من الفرار، والتي كانت مهمتها الأساسية تأمين الطريق السريع، والتأكد من عدم وجود سدود قضائية، فيما الثالثة والأخيرة كان لها نفس الدور، حيث فرت هي الأخرى إلى وجهة غير معلومة وبفضل المعلومات والمعطيات الواردة على مصالح الدرك الملكي، والاستعداد القبلي لهذه العملية والتأكد أن السيارة موضوع المخدرات المحجوزة، كانت ستسلك هذه النقطة الرابطة بين البيضاء والجديدة، تفاجأ المهربين الذين رفضوا الإمتثال لتعليمات عناصر الدرك الملكي بالكمين، واضطروا إلى تغيير الوجهة ما جعلهم يتوجهون صوب الجماعة القروية الساحل أولاد احريز إقليمبرشيد، وبعد المطاردة الهوليودية اللصيقة من طرف العناصر الدركية، اتخدت السيارة ممرا ومسلكا ترابيا آخر، متجهة صوب إحدى الوحدات الصناعية المتخصصة في صناعة الإسمنت المسلح بدوار العسيلات. وأوردت مصادر كش 24، أن المطاردة دفعت بالسائق ومرافقه إلى التخلي عن السيارة، والفرار إلى وجهة غير معلومة، وأسفرت العملية التي وصفت حسب مصادر أمنية بالنوعية عن حجز سيارة من نوع فورݣو، ووضع اليد على ما يقارب 1500 كيلوا غرام من مخدر الشيرا على شكل رزم بلاستيكية، بالإضافة إلى 10 براميل سعة كل واحدة منها 30 لترا من البنزين، وحجزت العناصر الدركية أيضا خلال هذه العملية أجهزة إتصال جد متطورة وعالية الجودة وباهضة الثمن تعمل عبر الأقمار الاصطناعية، ناهيك عن مجموعة من الهواتف النقالة الذكية، وأجهزة التعقب ومعدات ميكانيكية أخرى للإصلاح في حالة وقوع عطل، على مستوى السيارة موضوع المحجوزات. وفي هذا الصدد أكدت مصادر مطلعة لكش 24، أن المهربين قبل محاصرتهم كانوا يوزعون الأدوار في ما بينهم، إذ تولى إثنان قيادة السيارة المحملة بمادة الشيرا، فيما السيارتين موضوع البحث والتحري كانتا مكلفتان بمهمة المراقبة البعدية والقبلية والموازية، والمواظبة على التأكد من خلو الطريق من السدود القضائية، وإشعار سائق السيارة المحجوزة ومرافقه بكل أمر طارئ، لفسح المجال له بتغيير الإتجاه أو الفرار، إلا أن خطتهم باءت بالفشل بسبب خبرة عناصر الدرك الملكي بقيادة قائد السرية ومساعده الأول، هذا في الوقت الذي لا تزال فيه الأبحاث جارية ومتواصلة، بغية الاهتداء والوصول إلى أفراد هذه الشبكة الإجرامية الخطيرة، ومعرفة مدى إمتداداتها، وبتعليمات من النيابة العامة المختصة تم وضع المحجوزات رهن إشارتها.