تعيش ساكنة دواوير لا تبعد عن العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، قلب المغرب النابض ورمز الحداثة والتكنولوجيا إلا بكيلومترات قليلة، حصارا كبيرا منذ الإستقلال إلى الآن، حيث أغلب طرقاتها ومسالكها تعود إلى عهد الحماية، دون أن تكلف الجهات المسؤولة نفسها عناء الاستجابة لمطالبهم المشروعة قانونيا وسياسيا، والمتمثلة أساسا في فك العزلة ووضع حد لمعاناتهم اليومية المختلفة الأشكال والألوان والأنواع. ووفق من صادفتهم الجريدة، من ساكنة الجماعة الترابية أولاد عزوز بإقليم النواصر، والسوالم الطريفية والساحل أولاد احريز إقليمبرشيد، والذين فإن دواوير بالجماعات الترابية الثلاث، تعيش في عزلة تامة جراء صعوبة المسالك المؤدية إلى المرافق العمومية، وطول المسافة الفاصلة بين الدواوير والمؤسسات العمومية، منها المدارس ومراكز التطبيب، وخاصة في ظل الظروف الراهنة والاستثنائية وعمليات التلقيح التي تباشرها السلطات الرسمية. وأضاف المتحدث نفسه، أن أسطول النقل المدرسي العمومي بدوار الخلايف الواقع بضواحي برشيد، يضطر لقطع مسافات تزيد عن 20 كيلومتر بطريق مهترئة، وفي وضعية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها كارثية، وتفتقر لأبسط شروط الاستخدام قبل الوصول إلى المؤسسات التعليمية، مع ما يرافق ذلك من إرهاق للمتمدرسين والمتمدرسات، وهو الأمر نفسه الذي تكابده الساكنة خلال تحركاتها لقضاء أغراضها الشخصية وحاجياتها اليومية، من متطلبات ومستلزمات البيوت، وكدا الأغراض الإدارية لدى جميع المؤسسات العمومية. وفي هذا الإطار أوضح متحدث آخر،مشددا في تصريحه على أن الغريب في الأمر كله، هو كون العديد من التجمعات السكنية بل أغلبها يقع على مقربة من المراكز، إذ تظهر بنايات المرافق العمومية على بعد مسافة قريبة، مشيرا إلى إمكانية إحداث مسالك طرقية لا تتعدى كيلومترات قليلة حددها في ثلاث إلى أربع كيلومترات على أبعد تقدير، عوض اعتماد المسالك الحالية المهترئة والكارثية التي وصفها المتحدث نفسه، بوصمة عار ستبقى إلى الأبد على جبين المسؤولين، والمجالس المتعاقبة على الجماعات الترابية الثلاث السالفة الذكر. وطالب كل من إلتقتهم كش24، من عاملي إقليمبرشيد والنواصر، بالتعجيل في إصلاح البنية التحتية، وفك العزلة القاتلة عن الدواوير المعنية، وفتح مسالك طرقية تقرب الإدارة من المواطن، والعمل على تفعيل مخطط البرنامج الطرقي، الذي أشرفت عليه جهة الدارالبيضاءسطات لشهور وظل حبيس الرفوف وحبرا على ورق، والمتعلق بالمسالك والممرات والطرقات، والنظر بعين الرحمة إلى معاناة ساكنة الجماعات الترابية الثلاث. ووجه المتضررون للفعاليات السياسية، التي اعتادت الجلوس على الكراسي بالكف عن نهج سياسة تضليلية عبر تمرير تقديم العديد من الأسئلة الشديدة اللهجة، إما كتابيا أو شفويا إلى الوزراء المعنيين، بخصوص مآل ملفات بناء القناطر والطرق والمسالك القروية وغيرها كثير، التي يعاني سكانها في صمت، وذلك دائما مع اقتراب موعد الإستحقاقات علما أنهم غابوا وناموا فوق الكراسي فترة مدتهم الإنتدابية ليستفيقوا مع حلول موعد الإستحقاقات، ويخبروننا أن هذه المناطق والدواوير محتاجة للمساعدة والإصلاح الجدري، لكن الحقيقة أن هذه الدواوير والتجمعات السكنية، تعد في نظر المتدخل خزانا إنتخابيا إحتياطيا لسماسرة الانتخابات.