أكد رئيس الحكومة، الدكتور سعد الدين العثماني، أن المغرب قوي بروابطه التاريخية مع دول الساحل وفاعل ملتزم من أجل الأمن والاستقرار بإفريقيا. وشدد في كلمة ألقاها يوم الإثنين 15 فبراير 2021 خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة لمؤتمر رؤساء دول مجموعة دول الساحل الخمس، المنعقدة بنجامينا، العاصمة التشادية – التي يشارك فيها بتكليف من جلالة الملك محمد السادس حفظه الله- على أن المملكة المغربية وفية لرسالتها تجاه إفريقيا، ومنخرطة إلى جانب دول الساحل الخمس وباقي دول المنطقة، للتصدي سويا للأخطار التي تتهدد مستقبلها ومستقبل المنطقة. وقال رئيس الحكومة "إننا في المملكة المغربية، لسنا مجرد مراقبين لما يجري في منطقة الساحل، ولم نكن أبدا كذلك، بل نرفض التهديدات الأمنية مثلكم تماما، ونتضامن مع أصدقائنا من دول المنطقة لمواجهة الخطر الذي يحدق بها، ويهددنا جميعا بشكل مباشر"، مستشهدا بقول جلالة الملك "مخطئ من يتوهم أن دولة بمفردها قادرة على حل مشاكل الأمن والاستقرار. فقد أكدت التجارب فشل المقاربات الإقصائية في مواجهة المخاطر الأمنية التي تهدد المنطقة، خاصة في ظل ما يشهده فضاء الساحل والصحراء من تحديات أمنية وتنموية". واعتبر رئيس الحكومة أن الرد الأول والفوري على الإرهاب يتمثل في التعبئة الأمنية لمجموعة دول الساحل الخمس، مؤكدا أن المغرب مستمر في دعم "معهد الدفاع" لمجموعة دول الساحل الخمس بنواكشوط، وبتكوين الضباط المنتمين لدول الساحل الشقيقة بمعاهد التكوين العسكرية المغربية. من جانب آخر، شدد رئيس الحكومة على أن النصر المستدام على الإرهاب، لا يتحقق سوى على جبهة التنمية البشرية، حيث تتوقف لغة السلاح، وتستمر محاربة الإرهاب في الميدان السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي والبشري، موضحا إنها المقاربة التي تعتمدها الرؤية بعيدة المدى لجلالة الملك محمد السادس، إذ يحرص حفظه الله على أن يتواصل العمل التضامني للمغرب إلى ما بعد هذه الظرفية الطارئة، والمغرب مستعد لتقاسم خبراته وتجربته الوطنية، مع إخوانه من بلدان الساحل، من خلال مبادرات ملموسة. وأضاف رئيس الحكومة أن جلالة الملك يحرص بصفته أميرا للمؤمنين على أن يواصل المغرب تكوين الأئمة المنحدرين من المنطقة، في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، الذي تابع فيه التكوين برسم 2018 و2019، حوالي 937 فردا ينتمون لدول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. يشار إلى أن الدورة السابعة لمؤتمر رؤساء دول مجموعة دول الساحل الخمس، تعد أول دورة تفتح بشكل رسمي أمام الشركاء، غير أنها ليست أول قمة تشارك فيها المملكة المغربية، التي سبق لها المشاركة في الدورة التي انعقدت شهر دجنبر 2018 بنواكشوط، عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية.