في الوقت الذي اعتاد فيه المغاربة انتقاد المسؤولين الجدد والجهات الحديثة في تدبير قطاعات او ادارات، بعد انتهاء فترة وجيزة من بداية عملهم بسبب تراجع جودة الخدمات، والقول ان "سبعيام ديال المشماش سالات"، أبت شركات النظافة الجديدةبمراكش الا ان تخالف القاعدة تماما، لتنطبق عليها المقولة الشعبية "من الخيمة خرج مايل". فمنذ اليوم الاول لاستعراض اليات ومعدات شركات النظافة بدأت بوادر الفشل في الظهور، حيث مر اليوم الاول الخاص بشركة "ارما" بشكل عادي، لكن في اليوم الموالي وخلال استعراض اليات شركة "ميكومار" المكلفة بالشطر الثاني في المدينة الذي يضم مقاطعة المنارة ، ظهرت اولى الاعلامات التي تدل على فشل قادم، حيث لاحظ مهتمون وصحافيون رداءة آليات، ووضعية شاحنات قديمة تمت صباغتها لتبدو جديدة الا ان عملية "الكاموفلاج" لم تتم كما يجب، حيث رصدت عدسات المصورين الصدأ و "بقايا الازبال في الشاحنات، التي من المفترض انها جديدة. ولم يستطع عمدة المدينة ان يدافع بالشكل اللائق على شركة "ميكومار" المعنية بهذه الفضيحة، حيث اتهم صحافيا بانه مدفوع سياسيا لمجرد سؤاله عن وضعية هذه الشاحنات ، فيما كان من الاحرى توضيح الامور بشكل طبيعي، ما دام ان الامر يتعلق بتوافق بين الجماعة و الشركات على استعمال "لي جاب الله" في انتظار استكمال الاسطول في غضون 6 اشهر، " حيت لا زربة على صلاح" مادام "غير المغاربة لي فمراكش هاد الساعة والجايحة باقا مطولة معانا". ولم يتوقف الامر عند الاسطول المهترئ، حيث لم تكد تمر ساعات على استلام الشركات الجديدة للمدينة وتدبير قطاع النظافة فيها ، حتى غرقت الاحياء في الازبال وصارت مواقع الحاويات نقط سوداء و مطارح عشوائية للازبال، فيما بقيت الشركات في حالة شرود لوقت طويل جعل المواطنين والمهتمين يتساءلون إن كانت مراكش تستحق خدمة نظافة من هذا القبيل، وهل عليها ان تنتظر 6 اشهر الى غاية استكمال آليات ومعدات الشركات، علما ان شركات مجهزة تماما كان بامكانها تدبير القطاع وبامكانيات كبيرة، خصوصا وان الامر يتعلق بمراكش عاصمة السياحة، وايقونة المملكة. والى جانب ما سبق، تسود حالة من الاستياء وعدم الرضى بسبب تبني شركات النظافة الجديدةبمراكش للخدمة الليلة في جمع النفايات بمراكش، حيث عبر مجموعة من المواطنين عن استيائهم من جمع الازبال ليلا، بعدما صارت الشوارع تغرق في الازبال طيلة النهار، وتضاعفت النقاط السوداء بمحيط مكان الحاويات طيلة النهار، ولم يعد مشهد الحاويات بشكلها اللائق متاحا، سوى ساعات قليلة في الفترة الصباحية بعد مرور شاحنات جمع النفايات ليلا، فيما تتحول نقط تجميع الازبال لمطارح مشوهة انطلاقا من فترة الزوال وطيلة النهر، ما يسيئ للمدينة بشكل كبير. كما عبر ساكنة المدينة العتيقة عن استيائهم من الضجيج الذي تحدثه عملية جمع النفايات ليلا، معتبرين ان في الامر اساءة وإزعاج للمواطنين النيام بعد يوم شاق من العمل، في الوقت الذي دق فيه مهتمون ناقوس الخطر محذرين من الاخطار التي قد تواجه العمال ليلا، من قبيل امكانية تعرضهم للاعتداء من طرف مدمني المخدرات والخمور وقطاع الطرق المنتشرين في الازقة بعدة أحياء شعبية ليلا، مطالبين باعادة النظر في تبني الخدمة الليلة في جمع النفايات، مؤكدين ان اعتماد الصيغة السابقة يبدو افضل للجميع، مع ضرورة مضاعفة عدد الحاويات الموضوعة رهن اشارة المواطنين لتفادي المنظر البشع للنفايات بجل احياء مراكش.