شكلت فرص وآفاق تطوير السياحة الإيكولوجية بإقليم الرحامنة، محور ورشة أفكار نظمت، بابن جرير، حضوريا وعن بعد، بمشاركة مجموعة من المهنيين والمسؤولين الجهويين ومختلف الفاعلين في القطاع. وقد شكل هذا اللقاء، المنظم تحت عنوان "أية سياحة إيكولوجية لإقليم الرحامنة؟"، من قبل "مختبر الرحامنة ابتكار" بتعاون مع عدد من الشركاء، مناسبة استعرض من خلالها المشاركون بشكل جماعي، تموقع الإقليم إزاء السياحة الإيكولوجية واقتراح مسارات غير مسبوقة ووسائل مبتكرة للتوطين. وبالمناسبة، أبرز رئيس الإدارة الجماعية للشركة المغربية للهندسة السياحية، عماد برقاد، أهمية موضوع اللقاء، وكذا المؤهلات الهامة التي يزخر بها إقليم الرحامنة التي من شأنها تعزيز تنمية هذا الصنف من السياحة على صعيد الإقليم. وبعد أن استعرض حالة السياحة القروية بالمغرب والإقليم، اعتبر برقاد أن الرحامنة لن تكون مثل باقي الوجهات المغربية الأساسية في هذا المجال، لكنها ستقدم مواضيع وعروض خاصة بها، مؤكدا ضرورة الاستفادة من الخبرات الناجحة في هذا الإطار. وأشار إلى أن الشركة المغربية للهندسة السياحية بصدد إعداد منصة وآليات لتشجيع المبادرات على الصعيد المحلي بمساهمة من المركز الجهوي للاستثمار بمراكش آسفي، مؤكدا أن تسريع هذا المسلسل يمر عبر تعبئة التمويل وإحداث خطة للحكامة وتشجيع القطاع الخاص. وتابع أن الإرادة مجتمعة للمضي قدما والعمل سويا، مسجلا أن الرحامنة تزخر بمنتجات مجالية متنوعة ومؤهلات مستجدة في المجال الرياضي والصيد التقليدي التي من شأنها خلق منظومة بيئية حقيقية بالإقليم. من جانبه، أكد مدير المركز الجهوي للاستثمار الفلاحي بمراكش آسفي، ياسين المسفر، أن السياحة الإيكولوجية ليست موضوعا بسيطا، بقدر ما هي توجه جديد، لاسيما خلال فترة كوفيد-19، وسياسات الإقلاع الحالية. وأضاف المسفر أن السياحة الإيكولوجية تمكن من تطوير استثمارات ومناصب شغل قارة ومستدامة، خاصة على مستوى الجماعات القروية لفائدة الساكنة، مذكرا ببرنامج الدفع بالتشغيل والاستثمار الذي أطلقه المجلس الجهوي للسياحة بمراكش آسفي لفائدة أقاليم الجهة من ضمنها إقليم الرحامنة. كما ذكر بأن هذا البرنامج يقوم على إنشاء مسارات للسفر بهدف خلق محتويات مرقمنة يتقاسمها الجمهور العريض ويبلغ صداها العالم، وكذا الكشف عن فرص الشغل والاستثمار، والعمل على بنيات تحتية تمكن من النهوض بهذه الوجهات الجديدة. من جانبه، أشاد رئيس المجلس الجهوي للسياحة بمراكش آسفي، حميد بن طاهر، بتنظيم هذا اللقاء الذي يتيح الفرصة للتقاسم والمناقشة بين مختلف الفاعلين بالرحامنة والمنظومة الإقليمية برمتها حول برنامج الدفع بالتشغيل والاستثمار باعتباره "مشروعا للتحول" تحت شعار "جميعا". ويتعلق الأمر بإرادة للدفع بالتشغيل والاستثمار، والتعاون والبناء والإقدام الجماعي من أجل تنزيل حلول جديدة وعروض تتماشى مع تطور الطلب وحاجيات المسافرين الوطنيين والأجانب، بهدف التأقلم مع آثار جائحة كوفيد-19. وخلص إلى القول "إننا سنطور جميعا هذه الحلول الجديدة، والمسارات الجديدة ومختبرات تعاون من أجل الدفع بالتشغيل والاستثمار". من جهته، أبرز مدير التواصل بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، خالد بادو، مختلف المبادرات المتخذة من قبل الجامعة لفائدة التنمية المحلية وقطاع السياحة خصوصا، لاسيما من خلال مواكبة تعاونيات في إنتاج بعض المنتجات المجالية وفي مجال التكوين. وذكر بادو، في هذا الصدد، بإطلاق جامعة محمد السادس لمدرسة متخصصة في مجال إدارة أعمال الضيافة، وهي ثمرة شراكة مع مدرسة الفندقة بلوزان، وذلك بهدف مواكبة الجامعة في خلق وتطوير مدرسة فندقية بمواصفات عالمية. وشدد بادو على أن الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد "قلبت جميع عاداتنا رأسا على عقب"، معبرا عن يقينه بأن محددات السفر ستتغير حتما. وتدارس المشاركون خلال هذه الورشة مواضيع تهم، على الخصوص، "استشارات المواطنين"، و"تحليلات البيانات والتنمية المندمجة"، و"ريادة الأعمال"، و"المهن والتكوين". وحسب المنظمين، فإن إقليم الرحامنة يتوفر على العديد من المؤهلات الطبيعية وعلى رأس مال غير مادي غير مستغل نظرا لقربه من المراكز الرئيسية لتدفقات الزوار (الدارالبيضاء ومراكش)، مما يجعله منطقة تفضي إلى إقامة سياحة إيكولوجية ذات قيمة مشتركة. وأكد المصدر ذاته أنه يمكن لإقليم الرحامنة، من خلال إقامة سياحة بيئية و إحداث مسارات جديدة، تسريع التنمية المندمجة القائمة على القيم التي تحترم البيئة وتوفر فرصا اقتصادية واجتماعية مهمة.