عقدت اللجنة الإقليمية لليقظة وتتبع المخاطر الناتجة عن موجة البرد بإقليم ميدلت، أمس الاثنين، اجتماعا خصص لتقديم التدابير المتخذة في إطار مواجهة موجة البرد. وتدارس الاجتماع، الذي ترأسه عامل الإقليم، المصطفى النوحي، الإجراءات الاستباقية المزمع اتخاذها لمواجهة موجة البرد خلال فصل شتاء 2020 /2021، وسلط الضوء على مخطط العمل المعتمد من أجل التخفيف من تداعيات هذه الموجة على الساكنة، لاسيما القاطنة بالمناطق الجبلية. وتم خلال الاجتماع تقديم عروض حول التدابير الاستباقية المعتمدة من قبل السلطات المختصة ومختلف القطاعات المعنية من أجل التخفيف من تداعيات موجة البرد على الساكنة، خاصة في هذه الظرفية الاستثنائية التي تمر منها البلاد بسبب جائحة كوفيد-19. وأكد عامل الإقليم خلال الاجتماع، الذي عرف حضور مسؤولين إقليميين وممثلي المجلس الإقليمي والجماعات الترابية التابعة للإقليم، أن هذا اللقاء يأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس المتعلقة بتفعيل المخطط الوطني الشامل الرامي للحد من تداعيات موجة البرد القارس، والتخفيف من آثارها على السكان المتضررين. وأبرز النوحي أنه تم اتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات الاستباقية على مستوى عمالة إقليم ميدلت لفائدة ساكنة المناطق المستهدفة، موضحا أن الأمر يتعلق بتفعيل عمل اللجنة الاقليمية لليقظة وتتبع المخاطر الناتجة عن موجة البرد، وتحديد المناطق المعرضة لموجة البرد، والتعبئة الشاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية، وكذا الموارد البشرية. كما تشمل هذه التدابير، يضيف النوحي، تفعيل اللجان المحلية التي يعهد إليها بتنظيم زيارات ميدانية والتواصل مع الساكنة المقيمة بالمناطق التي تعرف موجة البرد القارس، لمعرفة احتياجاتها فور التوصل ببرقيات النشرات الإنذارية. ودعا النوحي إلى توحيد جهود جميع الفاعلين المعنيين، بروح من المسؤولية، من أجل ضمان فعالية الإجراءات المتخذة لمواجهة تداعيات الاضطرابات الجوية وانخفاض درجات الحرارة على الساكنة. كما شدد، في هذا السياق، على ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالفئات المستهدفة من هذه الإجراءات، خاصة النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من القصور الكلوي والأشخاص بدون مأوى، وكذا التلاميذ. وأبرز النوحي أهمية تحسيس الساكنة بالمخاطر المرتبطة بموجة البرد القارس وتساقط الثلوج، بغية تفادي جميع الحالات المستعجلة المتوقعة. وبالمناسبة، تم تقديم عرض مفصل حول الإجراءات والقرارات المتخذة في هذا الإطار من قبل المصالح الإقليمية، والمصالح الخارجية للقطاعات المعنية، وكذا المصالح الأمنية على مستوى إقليم ميدلت الذي يضم 29 جماعة ترابية مع ساكنة تقدر بنحو 289 ألف و337 نسمة. وتهم هذه التدابير، على الخصوص، تعبئة آليات إزالة الثلوج، وتحديد النساء الحوامل والتكفل بهن، وكذا الأشخاص الذين يعانون من القصور الكلوي والحالات الحرجة، وإحصاء الرحل وأماكن تنقلهم، والتزويد بحطب التدفئة، وإيواء الأشخاص بدون مأوى وتزويد مربي الماشية بالكميات الكافية من الشعير. كما يتعلق الأمر بتحديد الحاجيات من الأغطية بالداخليات ودور الطالب ودور الولادة ومراكز المسنين، وكذا تحديد أماكن هبوط المروحيات بنفوذ الجماعات المعنية بموجة البرد بتنسيق مع مصالح الدرك الملكي. ويبلغ عدد الدواوير المعرضة لموجة البرد على مستوى إقليم ميدلت نحو 217 دوارا، موزعين على 24 جماعة ترابية، في حين يقدر عدد الأسر المعرضة لموجة البرد بنحو على 22 ألف و956 أسرة. وشكل هذا اللقاء فرصة لتقديم عروض حول الإجراءات الهادفة إلى مواجهة موجة البرد التي اتخذتها، على الخصوص، المصالح الإقليمية للصحة، والتربية الوطنية، والتجهيز والنقل واللوجستيك والماء، والتعاون الوطني، والفلاحة. ففي مجال التجهيز، يتم العمل على إصلاح آليات إزالة الثلوج، وتوفير اللوحات التشويرية، وإحصاء المقاطع الحساسة ونقط انقطاع الطرق بسبب الثلوج. وفي المجال الصحي، تمت تعبئة الموارد البشرية والمادية الهامة، ضمنها 10 أطباء و85 من الممرضين و14 سيارة إسعاف وخمس وحدات طبية متنقلة، وذلك في إطار عملية "رعاية" التي تهدف إلى ضمان التغطية الصحية للسكان في المناطق المتضررة من موجة البرد وتساقط الثلوج. وفيما يتعلق بمجال التعليم، فقد اتخذت العديد من التدابير الرامية إلى مواجهة موجة البرد، التي تروم تجاوز تأثيراتها على السير العادي للدراسة في المؤسسات التعليمية المعنية.