المرأة المناسبة في المكان المناسب هي مقولة تنطبق على الاختيار الموفق لاحمد الكريمي مدير اكاديمية التعليم بجهة مراكشآسفي، حيث قام بحر الأسبوع المنصرم بتكليف الدكتورة نعيمة النعانع بتدبير مصلحة التربية الدامجة. الاستاذة النعانع معروفة في الاوساط التربوية بمراكش بريادتها وحسها الاستشرافي الثاقب، ومشهود لها بالاستقامة والفراسة والخبرة، قوبل تكليفها بتدبير مصلحة التربية الدامجة من طرف المهتمين والفاعلين في الحقل التعليمي بارتياح كبير واعتبر الافضل والانسب من بين البدائل المتاحة، ومن شأنه أن يشكل قيمة مضافة نظرا للكفاءة العلمية والمعرفية الرفيعة التي تتوفر عليها الى جانب الكفاءة في التدبير والتسيير التي ابانت عليها في مختلف المسارات والمسؤوليات المهنية التي شغلتها من قبل وبرهنت فيها على العطاء وعلى جدارتها خاصة خلال فترة اشرافها على سكرتارية المجلس الاداري للأكاديمية، و تدبيرها المتميز لملف التكوين بالتدرج لفائدة اليافعين المنقطعين عن الدراسة وغيرها من المحطات، وقد توجت غرة عمل الاستاذة النعانع وبرهنت بالتزامها ومصداقيتها وارادتها الواضحة وعزيمتها القوية، أنها اهل للمسؤولية ولكسب الثقة. وفي تواصل مع موقع كش24 اعتبرت الدكتورة النعانع التي تعد ثاني امرأة تشغل منصب المسؤولية بتكليف ضمن مصالح اكاديمية مراكش، ان موضوع التربية الدامجة اصبحت له راهنية كبيرة سواء من منطلق حقوق وواجبات المواطنة التي يجب أن يتمتع بها الاطفال في وضعية اعاقة او من منطلق خصوصية هذه الفئة وحقها في التربية والتعليم، وهو اهتمام تجلى في حرص وزارة التربية الوطنية خلال الدخول المدرسي الحالي على تبني شعار "من اجل مدرسة مواطنة ودامجة"؛ وحول تكليفها بتدبير هذه الوحدة الادارية المستحدثة ابرزت الاستاذة النعانع ان تدبير الشأن التربوي من اي موقع لا يقاس بالانتماء الجنسي " رجل أو امرأة" وانما بالفعالية والمردودية والقدرة على تكييف الاكراهات وتحقيق القرارات والاهداف المرسومة واعتماد منهجية الاشتغال بأهداف واضحة، وان تكليفها بهذه المصلحة الاستراتيجية في هذه الظرفية الاستثنائية سيزيدها ثقة في نفسها ويدفعها الى بذل مزيدا من الجهود لتعزيز التقدم الحاصل في مشروع المخطط الجهوي للتربية الدامجة، وتجدير وصياغة حضورها الفعلي كبنية مندمجة ضمن الهياكل التنظيمية للأكاديمية. وللتذكير فقد عملت الجهات الوصية على قطاع التعليم في وقت سابق، على توفير الصيغ التنظيمية لتنزيل مقتضيات البرنامج الوطني للتربية الدامجة، من خلال ادراج مشروع مصلحة التربية الدامجة ضمن جدول اعمال المجلس الاداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش اسفي الذي صادق على احداثها خلال دورته التي تم عقدها يوم الاثنين 22 يوليوز 2019 و تراس اشغالها محمد ساسي مدير مديرية التقويم وتنظيم الحياة المدرسية والتكوينات المشتركة بين الاكاديميات بتفويض من وزير التعليم سعيد امزازي. وهذه المصلحة الجديدة المحدثة ضمن التنظيم الهيكلي للأكاديمية المدرجة ضمن بنيات قسم الشؤون التربوية ستضطلع بمهام متعددة لعل أهمها تتبع وتنفيد برامج التربية الدامجة على المستوى الجهوي بأسلاكه التعليمية واحداث قاعدة معطيات حول التلميذات والتلاميذ في وضعية اعاقة والعمل على تحيينها بشكل منتظم والتتبع التربوي والطبي لهم. تحديات ورهانات كثيرة وامال إذن تنتظر مصلحة التربية الدامجة، للوقوف على جسامة المرحلة القادمة ومعانقة المستحدثات المتسارعة في مجال توفير شروط الدمج وضوابطه المادية والتنظيمية والبيداغوجية و توسيع العرض التربوي للأطفال في وضعية اعاقة والأمل معقود في ان تتمكن الاستاذة نعيمة النعانع كعادتها من الارتفاع بهذه الآمال الى مستوى الانتظارات والتطلعات، ستسعفها في ذلك ما تتمتع به من كفاءة و جدية ومثابرة ، وقدرة على الانصات والتفاهم والحوار، و درايتها الكبيرة بهذا الملف الذي خبرته دهاليزه طويلا، وبمساراتها الاكاديمية والمهنية السابقة التي حالفها فيها التوفيق.