بعد نشر "كش24" لخبر استفحال ظاهرة الإتجار بالمخدرات بحي دوار العسكر القديم بتراب مقاطعة المنارة بمراكش، شنت عناصر الأمن بالدائرتين الثامنة والحادية عشر ليلة أمس الثلاثاء 9 فبراير الجاري حملة أمنية واسعة النطاق بالحي المذكور. وذكرت مصادرنا، أن الحملة التمشيطية التي بشرتها عناصر الأمن قادت إلى اعتقال إبن "بزناسة" مشهورة بالحي، والعديد من المشتبه فيهم والمدمنين على تعاطي المخدرات. وأوضحت المصادر ذاتها، أن الحملة الأمنية غير المسبوقة شملت جل أزقة وفضاءات الحي التي كانت مسرحا لعملية مطاردات ومداهمات للأماكن المشبوهة، حيث تم اعتقال شخص متلبس بحيازة كمية من مخدر "المعجون" من داخل حمام شعبي بعد فراره إليه. وأشارت المصادر نفسها، إلى أن الحملة الأمنية التي لاقت استحسانا في صفوف ساكنة هذا الحي الشعبي، دفعت بتاجرة مخدرات معروفة بدرب الواد إلى الخروج في حالة من "الهيجان" شاهرة سكينين من الحجم الكبير، وقامت بمطاردة فاعل بإحدى الجمعيات التنموية التي تنشط بالحي بعد اعتقادها بأن أعضاءها كانوا سببا في الحملة التي قادت إلى اعتقال ابنها، الأمر الذي جعل الساكنة تتسائل عن السر وراء عدم اعتقال "البزناسة" التي كادت أن تفتك بالناشط الجمعوي لولا فراره والإحتماء في سطح إحدى المقاهي. وجاءت الحملة الأمنية بعد المقال الذي نشرته "كش24" تحت عنوان "دوار العسكر القديم بمقاطعة المنارة يتحول إلى وكر لتجار المخدرات والساكنة تستعد لمراسلة الحموشي"، والذي أشار إلى أن حي دوار العسكر القديم بتراب مقاطعة مراكش المنارة، يعيش على إيقاع أجواء من الإحتقان والتذمر في أوساط المواطنين بعدما تحول الحي المذكور إلى وكر لترويج المخدرات دون حسيب ولا رقيب. وقال مواطنون في اتصال ب"كش24″، إن تجار مخدرات ينشطون بكل حرية في ترويج بضاعتهم المسمومة في الوقت الذي تقتصر فيه الحملات الأمنية التمشيطية على توقيف المستهلكين الذين ليسوا سوى ضحايا هؤلاء ممن وصفوهم بالمجرمين. وأكد المتضررون للجريدة، أن إحدى "البزناسات" المعروفة بسوابقها القضائية، والتي تقطن بدرب الواد بالحي الشعبي المذكور، حولت الحي إلى قبلة للمستهلكين من المدمنين على مخدر "الحشيش" و "المعجون"، وتستأجر العديد من شباب الحي لمساعدتها في تجارتها الممنوعة التي عادت اليها بقوة رفقة ابنها بعد مغادرتها أسوار السجن. وأوضحت مصادرنا، أن المعنية بالأمر امتهنت تجارة المخدرات في البداية رفقة زوجها، ثم توسعت القاعدة بانظمام ولديهما، قبل أن ينصرف الأب عن هذا النشاط بعد قضاء عقوبة حبسية بسبب إصابته بخلل عقلي. وغير بعيد عن منزل "البزناسة" المذكورة، ينشط بدرب الساقية شخص آخر في تجارة "النفحة"، والمعروف ب"مول السطلة"، لكونه يستعين بإناء في تجارته، حيث يقوم بإنزال الإناء من شرفة بيته لزبنائه الذين يضعون فيه مبالغ مالية، فيسحبه ليعود اليهم محملا بطلبياتهم. وأكد مواطنون أن درب الساقية ومحيطه يتحول إلى طابور لأصحاب الدراجات النارية والسيارات من مستهلكي هذا النوع من المخدر والذين يترددون على تاجر "النفحة" المذكور. و أشار المواطنون كذلك، إلى اتساع رقعة تجارة المخدرات وسط الحي على صغره، من خلال تعاطي "بائع ديطاي" هو الآخر لتجارة "الممنوعات" والسجائر المهربة، غير بعيد من مقهى "الوفا" بالشارع الرئيسي الحسن الثاني. وكان المواطنون تقدموا قبل نحو أسبوعن بشكاية إلى مصالح الأمن بسبب استفحال الظاهرة التي كانت وراء انحراف العديد من أبناء الأسرة القاطنة بالحي المذكور، وحولتهم إلى مدمنين على تعاطي المخدرات. وأكدت مصادرنا، أن ساكنة الحي بصدد توجيه شكاية إلى المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي في الموضوع، سيما بعد اقتصار الحملات الأمنية على التصدي للمستهلكين الذين يبقون مجرد ضحايا لتجار المخدرات الذين يغرقون دوار العسكر القديبم والأحياء القريبة منه ببضائعهم المسمومة.