بعد نحو شهر ونصف على الحملة التمشيطية الواسعة النطاق والغير المسبوقة التي شنتها عناصر الأمن بحي دور العسكر القديم بتراب مقاطعة المنارة ضد تجار المخدرات، عادت إحدى "البزناسات" إلى إغراق الحي المذكور بسمومها بعدما أخطأتها حملة الإعتقالات التي أوقعت بابنها وبحوزته كمية مهمة من مخدر "المعجون". وبحسب المعطيات التي توصلت بها "كش24″، فإن تاجرة المخدرات المعروفة بالحي عادت إلى نشاطها المعهود بعدما أحست بتراجع المراقبة الأمنية والتي ضيقت الخناق على المجرمين الذين يتعاطون تجارة المخدرات بالمنطقة. وأوضحت مصادرنا، أن "البزناسة" التي لم يطلها التوقيف، تفاوض امرأة بدرب "الواد 2" من أجل اقتناء بيتها بمبلغ ناهز 80 مليون سنتيم الأمر الذي خلف حالة من السخط والإحتقان في اوساط الجيران الذين يرفضون أن تجاورهم المرأة المعروفة بسوابقها القضائية، على أن تحتفظ بمنزلها الحالي الواقع بدرب "الواد 1" لنشاطها المحظور لمعرفة موقعه بالنسبة لزبنائها. وفي الوقت الذي علق فيه بائع النفحة المعروف ب"مول السطلة" نشاطه بسبب الحملة الأمنية التي حملتها على الفرار، بشكل مؤقت قبل أن يعود إلى استئنافه بعدما غير مكان البيع من بيته بدرب الساقية إلى مقهى صغير مجاور، فإن "بائع الديطاي" الذي يتعاطى هو الآخر تجارة "الممنوعات" والسجائر المهربة، غير بعيد من مقهى "الوفا" بالشارع الرئيسي الحسن الثاني، لجأ إلى خطة أخرى بعدما توارى إلى الخلف و وظف شخصا آخر للإشتغال في الترويج مكانه، وجعل من "قيسارية" صغيرة قريبة منه مكان لإخفاء الممنوعات المعدة للترويج. وكانت عناصر الأمن بالدائرتين الثامنة والحادية عشر شنت ليلة يوم الثلاثاء 9 فبراير، حملة أمنية واسعة النطاق ، بعد نشر "كش24" لخبر استفحال ظاهرة الإتجار بالمخدرات بحي دوار العسكر القديم بتراب مقاطعة المنارة بمراكش. وذكرت مصادرنا، أن الحملة التمشيطية التي بشرتها عناصر الأمن قادت إلى اعتقال إبن "بزناسة" مشهورة بالحي، والعديد من المشتبه فيهم والمدمنين على تعاطي المخدرات.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن الحملة الأمنية غير المسبوقة شملت جل أزقة وفضاءات الحي التي كانت مسرحا لعملية مطاردات ومداهمات للأماكن المشبوهة، حيث تم اعتقال شخص متلبس بحيازة كمية من مخدر "المعجون" من داخل حمام شعبي بعد فراره إليه. وأشارت المصادر نفسها، إلى أن الحملة الأمنية التي لاقت استحسانا في صفوف ساكنة هذا الحي الشعبي، دفعت بتاجرة مخدرات معروفة بدرب الواد إلى الخروج في حالة من "الهيجان" شاهرة سكينين من الحجم الكبير، وقامت بمطاردة فاعل بإحدى الجمعيات التنموية التي تنشط بالحي بعد اعتقادها بأن أعضاءها كانوا سببا في الحملة التي قادت إلى اعتقال ابنها، الأمر الذي جعل الساكنة تتسائل عن السر وراء عدم اعتقال "البزناسة" التي كادت أن تفتك بالناشط الجمعوي لولا فراره والإحتماء في سطح إحدى المقاهي.