لفظت أنفاسها الأخيرة بعد تدهور صحتها وزوجها وجد صعوبة في دفنه لفظت حامل، تتحدر من جماعة قروية بإقليم زاكورة، أنفاسها الأخيرة، قبل أيام، ممددة فوق سرير بمروحية للإسعاف الطبي كانت تقلها من مركز صحي إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش وأكد زوج الضحية، في اتصال هاتفي ب»الصباح»، خبر وفاة زوجته بالمروحية التي وصلت متأخرة إلى المستشفى الإقليمي بزاكورة، متأثرة بألم شديد ناتج عن ولادة عسيرة فقدت إثرها مولودتها الصغيرة التي توفيت بعد ساعات من الوضع. وقال الزوج إن الزوجة تتحدر من دوار ولاد علي ميلود التابع لجماعة الروحة القروية، وأم لابنين، وصلت إلى المستشفى بعد تدهور مفاجئ في حالتها الصحية، إذ اضطر زوجها، في غياب سيارة إسعاف جماعية، إلى نقلها 20 كيلومترا على متن دراجته النارية، إنقاذا لحياتها. وأوضح الزوج إن الضحية وصلت إلى المستشفى وعرضت على الطاقم الطبي الذي قرر الاتصال فورا بطاقم الإسعاف الطائر التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، الذي وصل وتكلف بنقل المريضة، ولم تكد المروحية تقطع 10 كيلومترات في اتجاه مراكش حتى لفظت الحامل أنفاسها الأخيرة، فتلقى طاقم الطائرة تعليمات بإعادتها إلى مستودع الأموات بزاكورة. وحملت أسرة الضحية المسؤولية الكاملة لرئيس جماعة الروحة الذي ربط به الزوج الاتصال أكثر من مرة من أجل توفير سيارة للإسعاف لنقل المريضة من الدوار إلى المستشفى الإقليمي في غياب مستوصف بالمنطقة، وقالت الأسرة إن المسؤول الجماعي ظل يتماطل بدعوى أن السيارة توجد في حالة عطب. وبسبب النزيف الحاد الذي تعرضت له الحامل، اضطر زوجها إلى حملها خلفه على متن دراجة نارية ونقلها إلى المستشفى، ما عرضه إلى المساءلة أمام الدرك الملكي بالمنطقة الذي استمع إليه في محضر رسمي، وطلبوا منه إعطاء تفسيرات عن هذه المبادرة غير المحسوبة، فبرر لهم ذلك بخوفه عليها من الموت، في غياب سيارة للإسعاف. وقال الزوج إن معاناته لم تنته عند هذا الحد، بل وجد صعوبة أيضا في نقل زوجته إلى المقبرة للدفن، بعد حصوله بمشقة النفس على وثائق رسمية من المستشفى والدرك الملكي تسمح له بذلك. وأكد أنه ربط الاتصال مجددا برئيس الجماعة لتوفير سيارة لنقل الموتى لحمل جثة زوجته إلى المقبرة، فاعتذر المسؤول الجماعي بالمبرر نفسه، كما اعتذرت له إدارة المستشفى التي لا تتوفر على سيارة إسعاف، ما اضطره إلى طلب خدمات الإسعاف الخاص، إذ تكلف أحد أفراد الأسرة بربط الاتصال بأحد معارفه بالبيضاء لإرسال سيارة وصلت بعد ساعات لنقل الجثة.