إجراءات احتواء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الحالية، تعني الحاجة إلى تكييف تقاليد شهر رمضان المعتادة مع الحياة تحت الإغلاق العام، نظرا للظرف الدقيق الذي يأتي خلاله رمضان هذا العام وسط الجائحة. ويقضي مسلمو العالم شهر رمضان في إطار الإغلاق العام، الذي تفرضه غالبية الحكومات بسبب جائحة «كوفيد-19» التي تسيطر أخبارها على محتوى وسائل الإعلام العالمية. ولجأت العائلات في كثير من بلدان العالم إلى إحياء التقاليد الرمضانية باللجوء إلى بدائل أخرى، كالإفطار العائلي الافتراضي، وهو أن يتشارك أفراد العائلة الكبرى اللحظات نفسها على مائدة الإفطار، ولكن مع التزام بيوتهم والتجمع افتراضيا عبر الإنترنت، وهو الأمر ذاته الذي لجأت إليه أيضا مؤسسات دينية كالمساجد والمراكز الإسلامية في بلدان كثيرة، وهو إحياء فعالياتها المعتادة المتزامنة مع شهر رمضان عبر تلك البدائل. و أقدم بعض مسلمي بريطانيا إلى هذا الأسلوب بهدف استدعاء الشعور بخصوصية الشهر الكريم، فالإفطار مع الأسرة هو تقليد مهم خلال شهر رمضان، لذا فقد حرص هؤلاء على التجمع على وجبتي الإفطار والسحور باستخدام أدوات التداول بالفيديو. هناك أيضا مشروع الخيمة الرمضانية ببريطانيا، والذي عقد في السنوات الأخيرة فعاليات إفطار عملاقة في جميع أنحاء لندن، حيث جمع مئات الأشخاص في مواقع شهيرة مثل ساحة ترافلجار ووستمنستر واستاد ويمبلي، الآن ينفذ «الإفطار المفتوح» عبر الإنترنت للإبقاء على التقاليد الرمضانية حية على الرغم من الظرف الاجتماعي العالمي المتأثر بفيروس كورونا. واستطلع موقع اورونيوز آراء بعض من أفراد الجالية المسلمة في بريطانيا حول كيفية قضاء شهر رمضان وسط الجائحة، ويعلق «آماد أفظال»، وهو مهندس مسلم مقيم في لندن، على ذلك بالقول: «نستغل وجبة الإفطار في رمضان كفرصة لتقريب المجتمعات من أجل فهم أفضل لبعضنا البعض، وما وجدناه الآن هو أن هناك حاجة أكبر من أي وقت مضى لهذا الارتباط الروحي والاجتماعي والإنساني»، ولهذا لجأ آماد وعائلته إلى الإفطار الافتراضي. زينب غلام علي، المتحدثة باسم المجلس الإسلامي البريطاني، أشادت بالمنظمات الإسلامية المختلفة في هذا الصدد، بفضل خطواتها لمواجهة التحدي ومساعدة الناس على الاستفادة القصوى من شهر رمضان بينما هم يعيشون تحت حصار الإغلاق العام المتسبب فيه فيروس كورونا المستجد. وتقول غلام علي: إن الناس «كانوا مبدعين ويقيمون الإفطار عبر الإنترنت»، مع تبادل النقاش في مواضيع متنوعة تشغل اهتمامات الكثيرين، وأضافت «سيكون هناك أشخاص يجلسون حول الكمبيوتر المحمول عبر تطبيق Zoom يفطرون معا، ثم يجرون مناقشة حول أشياء مختلفة، من الاستدامة إلى مجموعات الكتب، وتكون وجبات الإفطار أثناء القيام ببعض الأعمال، وأيضا الكثير من الألعاب والجلسات المنظمة للأطفال، الذين عادة ما كانوا يقضون أوقاتا ممتععة ومسلية في المساجد والمراكز الإسلامية».