تمتاز دول العالم بعادات وتقاليد تختلف عن بعضها البعض، تبرز في شهر رمضان، سواء بمظاهر الاحتفال أو الاستعدادات لهذا الشهر الكريم، إلا أن رمضان لهذه السنة 1441 هجرية الموافق ل2020 ميلادية عرف تغيرات عديدة، فجائحة كورونا جعلت بعض العادات واجتماع الناس أكبر خطر يهدد بعدوى الفيروس، لكن هذه العادات لازالت مؤرخة ومتداولة، لذا اختار موقع “برلمان.كوم” سرد بعضا من مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم بمجموعة من الدول الإسلامية قبل ظهور فيروس “كوفيد 19”. عبر هذه السلسلة الرمضانية “رمضان من كل البلدان” يسافر “برلمان.كوم” بقرائه في بعض البلدان للتعرف أكثر على العادات والتقاليد الخاصة بكل دولة إسلامية، حيث سنتوقف في حلقة اليوم عند تقاليد دولة سلطنة عمان. يستعد العمانيون لاستقبال شهر الصيام مبكرًا، فيقومون بزيارة الأقارب وتهنئتهم بهذه المناسبة قبل حلوله بيومين أو ثلاثة، حفاظًا على صلة الرحم، كما يقومون بالتسوق وشراء المؤن الغذائية التي يحتاجونها لإعداد الوجبات المعتادة فى شهر رمضان كالشوربة وعمل بعض المعجنات، ووجبة الهريس وغيرها من المأكولات التى تصنع فى المنازل، كما يفضل البعض أكل السمك يوميًا. ومن الطقوس الخاصة برمضان، التي يحافظ عليها العمانيون هي اجتماع أفراد العائلة في بيت أكبرهم سنا لتناول الإفطار وتبادل الأحاديث الممتعة، كما أن بعض القرى مازالت تحافظ على إفطار جماعي بما يعرف ب (السبلة) أو المجلس. وغالبًا ما يفطر الصائم في السلطنة على التمر والماء واللبن، رغم كل ما يصنع فى المنزل من وجبات، فإن تناولهما فى الإفطار يبقى أمرًا ضروريًا ويتجلى في ذلك ارتباط العماني بالنخلة وهي عادة يتوارثها الأبناء من آبائهم وأجدادهم. ويتم قبل الإفطار، تبادل الأطباق بين الجيران وهي عادة مازال المجتمع العماني محافظًا عليها وتجسد مفاهيم التسامح والإخاء والألفة والمودة التي نشأ وكبر عليها الجميع قديمًا وحديثًا. ويعتبر الهريس والثريد من أشهر أطباق مائدة الإفطار بالسلطنة، ويتكون الهريس من القمح واللحم والأرز ومجموعة من توابل بما فيها الحبهان، فيما يدخل في مكوّنات الثريد الخبز والخضار واللحم. ومن العادات والتقاليد الصامدة في عمان خلال شهر رمضان، ما يُعرف باحتفالية “قرنقشوه” بحيث يتمّ الاحتفال بليلة النصف من رمضان فيتجوّل الأطفال في الأحياء السكنية مرددين أناشيد ثراثية وأدعية مختلفة مثل “قرنقشوه يو ناس عطونا شوية حلوى .. دوس دوس في المندوس ..حارة حارة في السحارة”، ويعودون من رحلتهم بالكثير من الحلويات وربما النقود. كما يحرص المصلون في هذا الشهر الفضيل، على حضور حلقات العلم التي تقام فى المساجد وخاصة بعد صلاتي الفجر والعصر، وكذلك قراءة القرآن الكريم، حيث يقام في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم سوق (الهبطات)، وهو عبارة عن سوق مفتوح له موعد معين وثابت ومعروف لدى الأهالي يتم فيه عرض كافة الاحتياجات اللازمة لعيد الفطر، حيث تعد الهبطات تراثًا قديمًا بالسلطنة ودائمًا ما تشهد إقبالًا كبيرًا وتقام في جو اجتماعي متميز قبل العيد بأيام.