تمتاز دول العالم بعادات وتقاليد تختلف عن بعضها البعض، تبرز في شهر رمضان، سواء بمظاهر الاحتفال أو الاستعدادات لهذا الشهر الكريم، إلا أن رمضان لهذه السنة 1441 هجرية الموافق ل2020 ميلادية عرف تغيرات عديدة، فجائحة كورونا جعلت بعض العادات واجتماع الناس أكبر خطر يهدد بعدوى الفيروس، لكن هذه العادات لازالت مؤرخة ومتداولة، لذا اختار موقع “برلمان.كوم” سرد بعضا من مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم بمجموعة من الدول الإسلامية قبل ظهور فيروس “كوفيد 19”. عبر هذه السلسلة الرمضانية “رمضان من كل البلدان” يسافر “برلمان.كوم” بقرائه في بعض البلدان للتعرف أكثر على العادات والتقاليد الخاصة بكل دولة إسلامية، حيث سنتوقف في حلقة اليوم عند تقاليد دولة التشاد. ويمثل مسلمو التشاد الأغلبية في البلاد، حيث يتجاوز عددهم 85% من إجمالي 7 ملايين نسمة، لذا فإن المظاهر المختلفة والمتنوعة في استقبال رمضان تبدو في كل شارع وبيت، ويحافظ المسلمون هناك على أداء صلاتي التراويح والتهجد في المساجد، وأيضا قيام الليل وحضور الحلقات الدراسية التي تهتم كثيرا بدروس الفقه وتفسير آيات القرآن الكريم. ومن أهم مظاهر احتفال مسلمي التشاد بشهر رمضان، “الزواج” حيث يعمد كثير من التشاديين لإتمام زواجهم قبل قدوم هذا الشهر، فإذا ما ثبتت رؤية هلال هذا الشهر الفضيل فإن كثيرا من المسلمين هناك يكونون قد تزوجوا، كما أن أجمل العادات التي يستهل بها الصغار هذا الشهر الكريم بناء مساجد من الطين يصل ارتفاعها إلى حوالي 150 سم، ويقومون بأداء الصلوات وقراءة القرآن الكريم فيها، ولا يمكن لأحد أن يغفل “المسحراتي”، والذي يبدأ عمله منذ الليلة الأولى من ميلاد هلال رمضان، منبها الجميع بميعاد تناول السحور وأيضا ميعاد الإمساك عن الطعام. ومن أروع ما يستقبل به مسلمو التشاد شهر رمضان صوم شهري رجب وشعبان كاملين، والبعض الآخر يصوم أياما من هذين الشهرين استعدادا لدخول رمضان، كما تبدأ البيوت في تخزين احتياجاتها من الأطعمة المختلفة قبل قدوم شهر رمضان. أما مائدة الإفطار التشادية، فتشتهر بأكلة “المديدة” تلك الأكلة الأشهر لدى قاطني تشاد، فلا تجد بيتا إلا وكان هذا الطعام على مائدته حيث يحبه الصغار والكبار، هذا إلى جانب أن المرأة التشادية تراعي نوعية الأطعمة التي تعدها على مائدتي الإفطار والسحور، فهي تهتم بألا يكون هناك طعام يساعد على الإحساس بمزيد من العطش خلال نهار رمضان. وفي العشر الأواخر من رمضان يترقب المسلمون ليلة القدر حيث يكثرون من الذكر، وفي نفس الوقت يتم الاستعداد لاستقبال عيد الفطر المبارك الذي يستمر حوالي ثلاثة أيام تتخللها زيارات للأهل والأقارب والجيران.