أهابت السفارة البريطانية في العاصمة الرباط بسياحها القادمين إلى المملكة المغربية بأخذ العادات والتقاليد المحلية بعين الاعتبار خلال شهر رمضان تفادياً لأية مشاكل تُجاه المسلمين. ونشرت السفارة البريطانية على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قبل ساعات من حلول أول أيام رمضان بالمغرب، تذكيراً يتضمن عدداً من التوصيات والنصائح والإرشادات بخصوص السفر إلى المملكة خلال شهر الصيام بتفادي عدد من السلوكات. وجاء ضمن التوصيات المنشورة أن "رمضان هو الشهر المبارك والأعظم بالنسبة للمسلمين"، مشيرةً إلى أنهم لا يمتنعون فقط على الأكل والشرب من طلوع الشمس إلى غروبها؛ بل إن الممارسة العامة تمنع كل الأنشطة والسلوكيات غير المتوافقة مع القيم الإسلامية. وأشارت السفارة البريطانية، في توصياتها، قائلةً: "المسلمون لا يمكنهم الأكل أو الشرب أو التدخين أو حتى مضغ العلكة خلال ساعات النهار، ويستعلمون هذا الوقت في الصيام والصلاة والتأمل والعمل الخيري". ودعت التوصيات سالفة الذكر إلى ضرورة "إظهار الاحترام للصائمين في الدول المسلمة وعدم الإساءة إلى القيم الإسلامية، وفي حالة إظهار سلوك لا يأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر قد يؤدي إلى الاعتقال". وطالبت السفارة البريطانية بتجنب الأكل والشرب ومضغ العلكة والتدخين في الفضاء العام خلال النهار، حتى داخل السيارة، وأكدت "أن العديد من الأشخاص سيفهمون أنك غير معني بواجب الصيام؛ لكن سيقدرون وعيك بذلك في حال تفاديها". كما أوصت بريطانيا مختلف سياحها إلى الدول الإسلامية بضرورة إيلاء الاهتمام للباس، بالتأكيد على ضرورة أن تكون الملابس متواضعة، موردةً أن هندام السياح الأجانب يكون مراقباً بعناية أكثر من المعتاد خلال شهر الصيام. ونبهت أيضاً إلى ضرورة تجنب الموسيقى والرقص في الفضاءات العامة خلال وقت الصيام، وقالت إن الموسيقى والرقص الصاخبين يعتبران أفعالاً غير محترمة خلال شهر رمضان في البلدان المسلمة. وقدمت بريطانيا، ضمن هذه التعليمات، معلومات حول وقت الإفطار وعيد الفطر في نهاية الشهر، وقالت إنه يستحسن تجنب السفر واستعمال وسائل النقل خلال المناسبتين؛ لأنها تعرف حركية كبيرة للأسر والعائلات. جدير بالذكر أن المقاهي والمطاعم في المغرب تغلق أبوابها طيلة النهار خلال شهر رمضان، ونادراً ما تفتح بعض المطاعم الخاصة بالفنادق خدماتها في وجه الزبناء الأجانب غير المسلمين، وقليلة هي المطاعم التي تقدم وجبات وسط النهار. ولا يمنع القانون المغربي الأجانب من الإفطار في نهار رمضان؛ لكن هذا الأمر قد يجلب انتقاداً من لدن الصائمين، وبالنسبة إلى المسلمين يمنع الفصل 222 من القانون الجنائي الإفطار العلني في مكان عمومي. وينص هذا الفصل، الذي يطالب الكثير بتعديله، على أن مع عرف باعتناقه الدين الإسلامي وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان في مكان عمومي دون عذر شرعي يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة مالية من 200 إلى 500 درهم.