استبق وزير الداخلية، محمد حصاد، الجمعيات التي تكثف نشاطها الإنساني تحت عباءة انتخابية لبعض الأحزاب، بتوجيه تعليمات صارمة إلى الولاة والعمال ب”منع” ما تسميه بعض الجهات الحزبية بالعمل الإحساني الرمضاني. الضربة الاستباقية التي وجهتها وزارة حصاد لجمعيات الإحسان الرمضاني، جاءت في وقت يتأهب فيه الفاعل الحزبي لخوض استحقاقات 7 أكتوبر المقبل، والذي يتوقع خلاله مراقبون ومحللون أن يكون حارقا. وكشفت يومية “الصباح” في عددها ليومه الجمعة، أن نشطاء في حزب سياسي معروف، يرأسون العشرات من الجمعيات التي تشتغل ظاهريا على العمل الإحساني والخيري، لكن عمقه “انتخابوي” بعد تسجيل معلومات عن المستفيدين من “القفة” من أجل توظيفهم كجيش انتخابي في كل استحقاق انتخابي، وهو ما أفرز نتائج انتخابية لدى هذه الأحزاب بطريقة مخالفة للمنافسة الشريفة. وجاءت تعليمات حصاد للمسؤولين الترابيين لدى وزارته، على شكل تحذير لكل رجل سلطة لم يقم بواجبه تجاه محاربة من يحترفون “العمل الاحساني”. وأضافت الجريدة أن الإدارة المركزية للداخلية قد طالبت ممثلي الأقاليم والعمالات، بمدها بتقارير مفصلة عن جميع الأسماء والجمعيات التي تنهج الأسلوب الاحساني ومدها بتقارير عنها وعن انتماء أعضاء مكاتبها وتوجهاتهم السياسية. محاصرة حصاد للجمعيات الناشطة في العمل الإحساني تحت قبعة انتخابية، سيسد الطريق خلال شهر رمضان على العديد من الجمعيات لاستغلال الفئات الهشة والفقيرة ب”قفة رمضان” أو في شكل خيم رمضانية للإفطار، أو توزيع وجبات إفطار جاهزة على المعوزين في نقط محددة “تتزامن” مع منع تنظيم المهرجانات واللقاءات الحزبية في الساحات العمومية. قرار وزارة حصاد اعتبرته يومية “الصباح” خلاصة عدد من التقارير الاستخباراتية رفعت إلى الجهات الوصية، بخصوص عملية “نفخ” المنح التي توجهها مجالس منتخبة إلى بعض الجمعيات الموالية، مشيرة في نفس السياق إلى أن عددا من الجمعيات التي لا تدين بالولاء لأي حزب سياسي، قد اشتكت من رؤساء جماعات، ضمنهم وزراء ينفخون في منح جمعيات موالية تلعب أدوارا في استقطاب ناخبين جدد لفائدة حزب معروف، تضيف نفس اليومية.