المحن والشدائد تُظهر معادن الرجال، وهذا ما تجسده بطولة عامل التوصيل الشاب محمد ادراز الذي تحدى فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19) لتوصيل الطلبات المنزلية في مدينة مراكش رغم تفشي الفيروس. وعلى الرغم من أن شركته ميد اكسبريس Med express حديثة العهد، قرر محمد استئناف "العمل" بعد الحصول على ترخيص التنقل، وبدلا من المكوث في المنزل، خوفا من عدوى الفيروس، كما العديد من أقرانه، أصر على تلبية نداء الواجب، ومد يد المساعدة للمحتاجين، فهو حاليا ينقل المواد الغذائية في ظل الطلب المرتفع عليها في المدينة الحمراء. ومنذ إعلان حالة الطوارئ الصحية، يتجول محمد البالغ من العمر 22 عاما في شوارع مراكش، وهو على متن دراجته الهوائية، لنقل الضروريات من الطلبات المنزلية إلى كل من يحتاجها. وإلى جانب عمل التوصيل، لم يذخر محمد جهدا لمد يد المساعدة بإطلاق مبادرة خيرية من ماله الخاص، قال عنها في تصريح ل كش24 :"قمت بتخصيص 1000 كمامة معقمة قابلة للتصبين و اعادة التعقيم ليتم توزيعها مجانا، وأطمح في منحي الدعم من اجل اقتناء أدوات متقدمة لرش المبيدات و المعقمات ووضعها امام بوابات العمارات او الاماكن العامة خلال جولتي بالمدينة". وللحد من خطر الإصابة، قرر محمد أن يعيش بمفرده، بعيدا عن افراد عائلته، مع اتخاذه تدابير احترازية صارمة في توصيل الطلبات. وقال محمد في هذا الصدد: "أقوم بتغيير القفازات بعد كل طلبية، كما أتخذ مسافة متر واحد بيني و بين البائع و كذلك بيني و بين المشتري و أتعامل مع النقود بشكل حذر بحيث أخزن الاموال الى ان يتم تعقيمها او ايداعها في البنك". وبنبرة كلها تحدي ومسؤولية قال محمد: " في حال ظهور اول أعراض الفيروس علي سأمكت بالبيت و ابلغ مسؤولي الصحة فورا بحالتي". للاستعلام الاتصال على الرقم الهاتفي التالي: 0634463999