ينظم مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، ما بين 12 و14 دجنبر الجاري بمراكش، الدورة الثامنة للمؤتمر السنوي "حوارات أطلسية" حول موضوع "الجنوب في عصرالاضطرابات". ويعد الموضوع الذي اختير هذا العام للمؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، امتدادا لموضوع السنة الماضية الذي خصص ل "ديناميات أطلسية: تجاوز نقاط القطيعة". وجاء هذا الخيار، وفق بلاغ للمنظمين، "لما تمليه التحديات المتعددة التي تواجهها بلدان الجنوب في ظل استمرار الصراعات والتهديدات الإرهابية، وارتفاع معدلات البطالة لدى الشباب، والتوسع الحضري السريع، اضافة الىتداعيات تغيرات المناخ". كما جاء نظرا لكون القارة الإفريقية تشهد "نموا ديموغرافيا غير مسبوق، مما يشكل مصدر قلق للبعض، ومصدر أمل للبعض الآخر، كما أن القارة تواجه عدم الاستقرار الحالي وتنافس القوى العظمى على الموارد الطبيعية ومناطق النفوذ". وعلى المستوى الدولي ، يواصل المصدر ذاته، "فان ارتفاع الشعبويةوالنزعةالقومية، وتكريس النظرة الضيقة إلى المصلحة الوطنية والأمن القومي، والتشكيك في الديمقراطية التمثيلية ونظام الحكم الدولي الذي ساد منذ نهاية الحرب الباردة كلها اشياء تلقي بظلالها على دول الجنوب وافريقيا من بينها". وفي ظل هذه المعطيات، سيبحث المؤتمر سبل مساعدة صناع القرار على إعادة النظر في رؤاهم واستراتيجياتهم، مع مراعاة المناخ والاقتصاد الدائري وتحديات التعليم والديناميات الناتجة عن القوى الناشئة. كما ستناقش قضايا رئيسية أخرى، تتعلق باحتمالات حدوث أزمة مالية دولية جديدة، وتراجع تعددية الأطراف، وإصلاح نظام الحكامة الدولي، والتدخلات العسكرية في إفريقيا، اضافة الى الثورة الصناعية الرابعة، والتوسع الحضري وتعزيز ديناميات التصدي لتغيرات المناخ من خلال تعبئة الموارد المالية والتكنولوجية اللازمة. ومنذ إطلاقه عام 2012، يسعى المؤتمر ، وفقا للمنظمين، إلى إدماج جنوب المحيط الأطلسي في النقاش الجيوسياسي العالمي. وقد تبنى المؤتمرمن اجل ذلك مقاربة تعتمد على اخضاع الاشكالات لمناقشة قائمة على الحقائق والأرقام. وتهدف الحوارات الأطلسية إلى تشجيع خطاب واضح ووضع حلول مبتكرة، من خلال مناقشة وجهات نظر السياسيين والأكاديميين والمحللين والمراقبين من الشمال والجنوب بروح من الانفتاح والشفافية والإثراء المتبادل. وفي 12 دجنبر الجاري ، سيتم ، حسب المنظمين، تقديم تقرير "تيارات أطلسية"، والذي ككل سنة، سيستهل فعاليات المؤتمر، وذلك قبل الحوار الافتتاحي. ولقد ساهم في هذا التقرير السنوي،والذي قدمت له أميناتا توري، رئيسة وزراء السنغال السابقة، ثلة من الباحثين من أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأوروبا. ويجذر الذكر بأن معظمهم من كبار الباحثين في مركز السياسات. وتسجل الدورة الثامنة، وفقا للمصدر ذاته، من "حوارات أطلسية" مشاركة 400 شخصية يمثلون 66 جنسية. ومن المنتظر أن يعرف المؤتمر مشاركة رؤساء دول وحكومات سابقين، بمن فيهم أولوسيجونأوباسانجو(نيجيريا) وأميناتا توري (السنغال) و15 وزيرة ووزيراً سابقا، إضافة إلى دبلوماسيين وباحثين معروفين على الصعيد الدولي. وتماشيا مع التقاليد التي دأب عليها منذ إطلاقه، يواصل مؤتمر"حوارات أطلسية" منح الشباب مكانة بارزةحيث يشارك فيه 50 من الرواد الشباب، تتراوح أعمارهم بين 23 و35 عاما، تم انتقاؤهم طبقا لمعايير جد دقيقة. وينحدر هؤلاء من 27 دولة، سيشاركون في دورات تدريبية على القيادة سيديرها خبراء رفيعو المستوى، وذلك أيام 9 و10 و11 من دجنبر بجامعة محمد السادس المتعددة الاختصاصات في مدينة بنجرير، قبل أن يلتحقوا بالحوارات الأطلسية.