أكد مدير معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة ، ديفيد أتشوارينا ،على "التقدم الواضح للمغرب" على طريق تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، مشيدا "برؤية طموحة" من شأنها أن تلهم البلدان الأفريقية الأخرى. وقال أتشوارينا في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء بمناسبة نشر تقرير اليونسكو العالمي الرابع حول تعلم الكبار وتعليمهم أمس الخميس ببروكسل، إن "حالة المغرب الذي جعل من النهوض بالتعلم مدى الحياة أولوية وطنية ، مثيرة للاهتمام". وأشاد التقرير بالمملكة بشكل خاص "لأنها أحرزت تقدما ملموسا في تحسين ولوج النساء إلى التعليم وتعليم الكبار وإعطاء الأولوية لبرامج محو الامية التي ترتكز على تنمية المهارات السوسيو اقتصادية". وسجل التقرير أيضا أن المجالس الجهوية للمغرب تمول برامج محو الأمية الترابية في خططها التنموية ، مذكرا بأن الحكومة المغربية تعهدت في تصريح أمام البرلمان بتقديم الدعم اللازم للوكالة الوطنية لمحاربة الامية من أجل تحسين معدل القراءة والكتابة في البلاد. وأكد مدير معهد اليونسكو على وجاهة السياسات العمومية التي تم تطويرها لسنوات في المملكة في مجال التعليم مدى الحياة ،والتي تم تعزيزها بانشاء الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية ، والتي "تشكل من حيث الحكامة هيئة مبتكرة تمام ا". وقال ان الوكالة تمكن من "تطوير منصات مشتركة بين الوزارات للنهوض بالمعارف الأساسية لدى الكبار ، بما في ذلك الإناث من خلال إجراءات لمحو الأمية ، وادراج عملها أكثر وأكثر في إطار أوسع ضمن منظور التعلم مدى الحياة ، لا سيما من خلال الشراكات المتعددة التي تقيمها الوكالة مع الجهات الفاعلة الأخرى ، بما في ذلك الجامعة ". وأضاف "من المثير جدا للاهتمام أن نرى هذه الشراكات بين قطاع محاربة الأمية وقطاع التعليم العالي" ، مشيرا إلى أن الجامعة تضطلع أيضا بدور مهم من أجل التكوين الأولي للطلاب ، في الوقت الذي تشكل فيه مركزا للولوج الى المعارف وأيضا مركزا للتعلم مدى الحياة. وذكر في هذا الصدد بإطلاق مرصد التعلم مدى الحياة مؤخرا في المغرب ، والذي ستحتضنه جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ، في أفق إرساء آلية وطنية للبحث والخبرة تجمع الشركاء المؤسسيين والتقنيين المشاركين في عملية التعلم مدى الحياة. وأوضح أن هذا المشروع الذي تشارك فيه اليونسكو "سيستفيد من كفاءات وخبرات الفريق العلمي بالجامعة ووسائل الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية" ، مضيفا أن المرصد "سيكون أداة لجمع المعلومات والرصد في ما يتعلق بالابتكارات والتجارب المختلفة التي يتم إجراؤها في المغرب ، ولكن أيضا أداة للتبادل بين المغرب و إحدى عشرة دولة أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء ". وتم ترسيخ هذا المشروع وفقا لمقاربة تقدمية تهدف إلى التقارب باتجاه كيان ذي توجه إفريقي يساهم في إحداث تعاون بين البلدان الأعضاء في مشروع "البحث الإجرائي لقياس تعلم المستفيدين من برامج محاربة الأمية". وهكذا، سيمكن المرصد من تأمين اليقظة الاستراتيجية وبحث العراقيل المتعلقة بالتعلم مدى الحياة، ويقدم مؤشرات حول تطور الجوانب المختلفة للتعلم وتعزيز التفكير وتبادل الخبرات والأنشطة المشتركة بشأن التعلم مدى الحياة وإطلاع صناع القرار على تطور وضعية التعلم مدى الحياة وتأثير الجهود المبذولة من طرف مختلف المتدخلين. وتشكل هذه المبادرة جزء من الجهد الدولي لتعزيز الجهود المبذولة لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (ضمان ولوج الجميع إلى التعليم الجيد ، على أساس المساواة وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة). ومن أجل تحقيق الهدف الرابع وغيرها من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 ، يقدم التقرير العالمي حول تعلم الكبار وتعليمهم سلسلة من التوصيات ، بدءا بتحسين جمع البيانات خاصة بالنسبة للبلدان المنخفضة الدخل والفئات المهمشة أو الهشة ، مثل المهاجرين واللاجئين.