محمد تكناوي عرفت بلادنا مؤخرا عدد من التحولات المفصلية خاصة على مستوى المنظومة التربوية والتكوينية، هي تغييرات اصبحت تستدعي اعتماد نظام من القيم يتميز بالفعالية والنجاعة لدعمها وترصيدها وتحصينها وذلك عبر ترسيخ مجموعة من السلوكات والممارسات الايجابية خاصة لدى الاسرة في افق تثبيت مرتكزات المواطنة ومقومات الهوية المغربية المنفتحة على القيم الانسانية الكونية. ولملامسة هذا الافق أشرف نادي الثقافة والابداع والاعلام بثانوية صلاح الدين الايوبي التأهيلية بمراكش على تنظيم حلقة نقاشية نهاية الاسبوع المنصرمبقاعة الاجتماعات بمقر المؤسسة، تحت تيمة " القيم بين الاسرة والمدرسة". واوضح محمد قضاوي مدير المؤسسة أن هذا اللقاء يندرج في اطار انشطة الثانوية التي تروم اشاعة القيم النبيلة لثقافة حقوق الانسان والمواطنة وتنشيط الحياة المدرسية وتشجيع التلاميذ على الانخراط في نقاشات عامة تهم القضايا الوطنية؛ واشار قضاوي في كلمة له خلال افتتاح اشغال هذا اللقاء ان تنظيم هذه التظاهرة يأتي استجابة للتوجهات العامة الرامية الى جعل المؤسسةالتعليمية فضاء للتوجيه والتواصل من خلال تنظيم انشطة بيداغوجية تكرس انفتاح هذه المؤسسة على البيئة السوسيو اجتماعية وثقافية. وهي ايضا فرصة تواصلية سانحة لوضع لبنات مأسسة جديدة للترابط والانفتاح بين المؤسسة و امهات واباء واولياء التلاميذ وبتوفير شروط ومناخ وآليات هذه المأسسة عبر تفعيل النوادي الموضوعاتية. فموضوع القيم بين الاسرة والمدرسة حسب مدير ثانوية صلاح الدين يعكس في جانب منه ضرورة قيام المدرسة بمجهودات في اتجاه الاسرة واستحضارها بشكل مستمر من خلال ارساء سلوكات جديدة وثقافة جديدة تقرب المدرسة من الاسرة وتدمجها في محيطها، ولبلوغ هذا الهدف لابد من ابداع الاليات التي تساعد على اقامة الجسور بينهما، والاسرة مطالبة بالانخراط في هذا التوجه من اجل تكامل دورها مع دور المؤسسة التعليمية، وبتيسير تحقيق هذا التواصللا عطائه مداه الحقيقي. وابرز ان ادارة ثانوية صلاح الدين الايوبي وهي تختار هذا الموضوع وتطرحه على طاولة التشريح وعيا منها انه اصبح يشكل اختلالا اتخذ بعدا مجتمعيا يتعدى المنظومة التربوية في حد ذاتها وان كان يرتبط معها ويرهن الى حد كبير دورها ووظيفتها التنشيئية. وتميز هذا اللقاء الذي عرف مشاركة فاعلين تربويين من المجتمع المدني وامهات واباء التلاميذ وأطر إدارية وتعليمية من ثانوية صلاح الدين الايوبي وورقات بحثية قدمهاتلامذة كل منالنادي الرياضي والنادي البيئي . وقد اجمعت مختلف المداخلات والتدخلات التي اتثت هذا اللقاء انقوة المؤسسة التعليمية يجب انتتجلى في قدرتها على تجسيد القيم الايجابية والسلوك المدني بشكل عام وتحويل الوعي بها الى التزام وممارسة، باعتبار المدرسة مؤسسة للتنشئة الاجتماعية،ومن خلال جعل البرامج والوسائط التعليمية تستوعب بطرق مبسطة وسهلة للمفاهيم القيمية والقواعد المرتبطة بالسلوك المدني حتى يتمكن المتمدرسون من اكتسابها بطريقة سلسة،والنهوض بهذا الجانب القيمي هو ايضا مسؤولية متقاسمة تتولاها الى جانب المدرسة الاسرة . وابرزت ان القيم الاساسية للتعايش وتوطيد الروابط الاجتماعية كالتضامن والتسامح واحترام الاخر والاختلاف وغيرها لا يمكن تلقينها الا عبر الفضاء المدرسي حيث يتم بناؤها عبر الفعل التعليمي وتنتظم حولها ممارسات وطرق وسبل تربوية ترسخها في الاذهان والوجدان. وفي ختام هذه التظاهرة الفكرية التي صادف النجاح اشغالها نوه المشاركون من اطر تعليمية واباء واولياء التلاميذ بمجهود كل الذين سهروا على اعداد الشروط التنظيمية لهذا اللقاء وكذا الشروط الضرورية لا جراء مختلف فقراته .