في سياق متابعتها لخبر احتراق حافلة تابعة لشركة "ألزا" للنقل الحضري مساء أمس الأحد 18 دجنبر الجاري، أفادت مصادر ل"كش24″ أن الحالة الميكانيكية للحافلة التي تعود للجيل الأول لأسطول الشركة الإسبانية كان سببا في اندلاع الحريق. وقال شاهد عيان للجريدة إن الحافلة "المهترئة" والتي كانت ممتلئة عن آخرها بالركاب لم تصمد بعد بلوغها أحد المقاطع الطرقية التي تتسم بارتفاع نسبي ما أدى إلى اندلاع النيران فيها امام مقهى هشام في شارع القواس بملتقى الطرق بين النهضة والمحاميد القديم. وأضاف المصدر ذاته، أن السائق سارع إلى فتح باب الحافلة عن مصراعيهما أمام الركاب للفرار والنفاد بجلدهم في الوقت الذي عمد فيه إلى محاولة إخماد الحريق بواسطة القنينة الخاصة بإطفاء النيران، غير أنه تفاجأ كونها منتهية الصلاحية وفارغة، ما جعله يلقي بها ويلوذ هو الآخر بالفرار. واعتبر رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان طارق سعود أن ما وقع أمس بالمحاميد سبق أن نبهت اليه الجمعية المغربية لحقوق الانسان مرارا عبر مراسلاتها بخصوص وضعية قطاع النقل الحضري بمراكش، وتسائل سعود قائلا متى سيتم وقف هذا الاستهتار بسلامة سكان مراكش الجسدية وتعطيل مصالهم فقط لتستفيذ الشركة المحتكرة للقطاع وتراكم اكبر نسبة للارباح ولو على حساب ارواح زبنائها. وسبق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش المنارة أن طالبت ب "اعادة النظر في دفتر التحملات الخاص بالتدبير المفوض لقطاع النقل الحضري ، والسعي لرفع حالة الاحتكار التي تتمتع بها شركة (الزا) الإسبانية"، نظرا لعجزها عن تغطية حاجيات المواطنين على الوجه الأكمل وربط جميع الأحياء الحيوية بخدمة النقل الحضري كما هو الأمر بالنسبة للحي الصناعي وبعض الأحياء الأخرى مثل المسيرة ودوار ازيكي التي يضطر قاطنوها الى الإستعانة ب"الخطافة" للوصول الى مقرات عملهم، ناهيك عن عزل بعض الأحياء الجديدة مثل دار السلام من الخدمة، يضاف إلى ذلك حالة الإكتضاض الشديد الذي تعرفه بعض الخطوط لاسيمتا في أوقات الدروة حتى يقارب عدد الركاب المائة في بعض الحالات داخل الحافلة الواحدة لاسيما بخطوط النواحي الممتدة على بعد عشرات الكيلومترات مما يحجول إلى رحلات الزبناء إلى أشبه بالجحيم.
ومن جهته أكد "البرتو" الرئيس المدير العام لشركة "الزا" بالمغرب، في تصريح ل"كش24″، أن حافلات "الزا" تخضع لمراقبة تقنية دورية من طرف القسم التقني (الميكانيكي والكهربائي)، وأن الحافلة التي احترقت وبحسب التحقيقات الأولية المنجزة من طرف الشرطة اندلعت فيها النيران بسبب تماس كهربائي وقع في اللوحة الأمامية قرب السائق وهي أشياء قد تقع بشكل عرضي حسب تصريحه. وفيما يخص وضعية أسطول الشركة ، أكد "ألبرتو" على أن الشركة عززت أسطولها بحوالي 50 حافلة جديدة قبل قمة المناخ "كوب22 "، مبرزا بأن حافلات أسطوله يقطع نحو 25 مليون كيلومتر سنويا. وحسب التقارير التي اطلعت عليها الإدارة صباح يومه الإثنين 19 دجنبر الجاري، فإن الحافلة رقم 11 التي احترقت بحي المحاميد تم اخضاعها آواخر شهر نونبر المنصرم للصيانة والمراقبة، وبخصوص المطفئة الخاصة بالحرائق فقد أكد على أن السائق لم يستعملها في الوقت المناسبب ممما تسبب في انتشار ألسنة اللهب. وشدد "ألبرتو" في نفس الوقت على سرعة بديهة السائق في إجلاء الركاب في وقت وجير مما جنب وقوع خسائر بشرية في صفوف الركاب، مشيرا إلى أن الشركة تحرص على تكوين سائقيها فيما يخص سلامة زبنائها.