قال الأستاذ والمحلل السياسي عمر الشرقاوي، أن فاجعة ملعب تارودانت تؤكد أن ربط المسؤولية بالمحاسبة مجرد افيون للشعب. وتساءل الشرقاوي في تدوينة له عبر حسابه على فيسبوك، عن معنى سماح السلطات ببناء ما أسماه ملعب الموت أمام فوهة الطوفان، وعن معنى الا تمنع السلطات اجراء مقابلة ومديرية الارصاد تحذر من امطار طوفانية، وعن معنى ان تجري مباراة في غياب شروط السلامة والامان؟. وختم المحلل السياسي تدوينته بالترحم على المحاسبة قبل الترحم على ضحايا الفاجعة قائلا: "رحم الله ضحايا ملعب الموت ورحم الله معهم روح المحاسبة التي ماتت قبل ان يموت جمهور ملعب كان يمني النفس بفك العزلة والاقصاء والهشاشة والحكرة ولو بمقابلة في ملعب من تراب قبل ان يحملهم الطوفان الى مثواهم الاخير". وفي تعليقه دائما على ربط المسؤولية بالمحاسبة، قال الشرقاوي في تدوينة أخرى أن "المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن كل فاجعة، أمر يتكرر مع كل كارثة، وبطبيعة الحال فإن اشكال التجاهل تظل هي نفسها"، مضيفا أن "اي مسؤول لا يجرؤ على تقديم استقالته ولا يقال قهرا الا نادرا". وزاد المحلل السياسي: "والمؤكد ان مطالب شعب الفيسبوك بمحاسبة المسؤولين عن تقصيرهم ليس مرشحاً للتوقف أبداً، وفي المقابل استجابة المسؤول بالتنحي في حالة الفشل لن تتحقق مع هاته الطينة من النخبة التي ابتلانا بها القدر السياسي. ومثل هذا الواقع السريالي، لن يقود سوى الى استقالة الشعب من السياسة وصداع الرأس الذي يأتي منها، وهنا مكمن الخطر على الجميع". ودائما في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة قال الشرقاوي ساخرا: " في المغرب يمكن ربط المسؤولية باي شيء ، مثلا ربطها بشجرة، بحجرة، بعمود كهربائي، بحافلة مهترئة لكن لا يمكن ربط المسؤولية بالمحاسبة. وبدون شك ستمر فاجعة تيزرت دون سقوط وزير او عامل او رئيس جماعة منتخب. وبعد ايام سنصاب بداء الزهايمر وسننسى ما وقع في انتظار ما سيقع من كوارث وكأننا نسبح في نفس النهر مرات ومرات".