عبر الرئيس البرازيلي جير بولسونارو عن غضبه من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي وصف فيها حرائق غابات الأمازون المطيرة ب"أزمة دولية"، مطالبًا بوضعها على جدول أعمال قمة مجموعة الدول السبع في باريس. وقال ماكرون، الخميس، في تغريدة على تويتر "منزلنا يحترق بالمعنى الحرفي غابة الأمازون المطيرة، رئة كوكبنا التي تنتج 20 % من الأوكسجين، تحترق، إنها أزمة دولية"، ودعا إلى مناقشة هذه الأزمة خلال اجتماعات قمة الدول السبع، قائلًا "أعضاء قمة G7، دعونا نناقش حالة الطوارئ الأولى هذه في غضون يومين"، واختتم تغريدته بهاشتاج #ActForTheAmazon. وانتقد رئيس البرازيل اليميني المتطرف جير بولسونارو، عرض ماكرون واتهمه باستخدام الحرائق لتحقيق مكاسب سياسية. وقال بولسونارو، في تغريدة على تويتر، "يؤسفني أن الرئيس ماكرون يسعى إلى تفعيل قضية داخلية في البرازيل وفي بلدان الأمازون الأخرى لتحقيق مكاسب سياسية شخصية". وأضاف في تغريدة ثانية، أن "اقتراح الرئيس الفرنسي بأن تناقش قضايا الأمازون في مجموعة السبع بدون مشاركة دول في المنطقة هو عقلية استعمارية غير ملائمة في القرن الحادي والعشرين". وتضم مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى كلًا من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وقال مركز أبحاث الفضاء البرازيلي (INPE) هذا الأسبوع، إن حرائق غابات الأمازون هذا العام شهدت زيادة بنسبة 80 %، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وقال ألبرتو سيتزر، العالم في معهد INPE لCNN، إن 99 % من الحرائق ناتجة عن أفعال بشرية "إما عن قصد أو عن طريق الصدفة"، وتقول منظمات بيئية وباحثون إن حرائق الغابات تسبب فيها مربو الماشية الذين يريدون تجريف تلك الأراضي بتشجيع من الرئيس البرازيلي المؤيد لهذا القطاع من الأعمال في البلاد. وقالت منظمة العفو الدولية، الخميس، إن المسؤولية عن الحرائق "تقع مباشرة على عاتق الرئيس بولسونارو وحكومته"، مضيفة أن "حكومته" تتبنى "سياسة كارثية" متمثلة في فتح الغابات المطيرة للتدمير، الأمر الذي مهد الطريق لهذه الأزمة الحالية. وفي فيديو مباشر على Facebook Live الخميس، ألقى الرئيس البرازيلي، بالمسؤولية على أطراف متعددة، بما في ذلك مربي الماشية والمنظمات غير الحكومية ومجتمعات السكان الأصليين. وقال بولسونارو "من الذي يقوم بهذا؟ لا أعرف. المزارعون، المنظمات غير الحكومية، أيا كان الأمر"، وناشد الشعب البرازيلي مساعدة الحكومة في مكافحة الحرائق. وسجلت حرائق غابات الأمازون المطيرة رقما قياسيا هذا العام، وسط تحذيرات من تداعيات تلك الحرائق على البيئة في الأرض، حيث ارتفعت نسبة الحرائق 83% عن نظيرتها في العام الماضي، وتعد هي النسبة الأعلى منذ بدء عملية تسجيل الحرائق في غابات الأمازون في عام 2013. ويطلق على غابات الأمازون المطيرة، اسم "رئة الأرض"، إذ تبلغ مساحتها نحو 5.5 مليون كيلو متر مربع، وتعتبر أحد الأماكن المهمة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، وتضم تلك الغابات التي تعد الأكبر في العالم من حيث المساحة، نحو نصف أنواع الكائنات الحية على كوكب الأرض.