على صوت آذان المغرب، جلس سكان وزوار مدينة فرانكفورت جنبا إلى جنب لتناول وجبة إفطار نظمتها المدينة، مؤخرا، بتعاون مع المجتمع المدني. وحضر هذا الإفطار المفتوح، الذي أقيم في واحد من أهم شوارع المدينة، أكثر من ثلاثمائة شخص من جنسيات وديانات مختلفة، بعثوا من خلاله رسالة إنسانية وأخلاقية نبيلة تؤكد على قيم التعايش والسلم واحترام الآخر التي تميز هذا الشهر الفضيل. وقال والي مدينة فرانكفورت بيتر فلدمن في كلمة بهذه المناسبة إن القيم الإنسانية والأخلاقية التي يتميز بها شهر رمضان، قيم مشتركة يتقاسمها الجميع، مؤكدا أن تنظيم هذا الإفطار الجماعي المفتوح رسالة واضحة على أن فرانكفورت مدينة منفتحة ومتعددة الأديان، حيث تتحدث 200 لغة وتقطنها 177 جنسية تعيش جنبا إلى جنب، و "هذا سر نجاحها". من جانبها، أكدت المسؤولة عن الاندماج في فرانكفورت سيلفيا فيبار على أهمية ترسيخ القيم التي يدعو إليها شهر رمضان، مشيرة إلى أن المسلمين يشاركون غير المسلمين مائدة الإفطار، وهي دلالة كبيرة على التشارك والتعايش بين مختلف هاته الديانات. وحضر مأدبة الإفطار شخصيات ألمانية وأجنبية، وممثلون عن الجمعيات والمساجد المغربية بالإضافة إلى عدد من رؤساء الجمعيات الإسلامية. وأكد الشايب التيجاني، أحد الأئمة ضمن البعثة التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتأطير الجالية المغربية في هذا الشهر المبارك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على رمزية هذه المبادرة لما تحمله من دلالات قوية تدعو إلى المودة، والرحمة والتآلف بين الأديان، داعيا أفراد الجالية المغربية المقيمة في هذه المدينة إلى زرع قيم المحبة والتآخي. وبذلك، قدمت فرانكفورت من خلال هذه المبادرة لوحة حضارية مكنت مواطنين من ديانات مختلفة من تقاسم أجواء وقيم شهر رمضان مع الجالية المسلمة.