لا تزال الحملة المصرية لمقاطعة شراء السيارات، المعروفة باسم "خليها تصدي" تحقق المزيد من المكاسب، والتي تم إطلاقها اعتراضا على "الارتفاع الجنوني" لأسعار السيارات في مصر، ومحاربة الغلاء. ورغم تصريحات شعبة السيارات في اتحاد الغرف التجارية المصرية، التي أكدت مرارا وتكرارا أن حملات المقاطعة التي دشنت لمقاطعة شراء السيارات "لم تؤثر على السوق بشكل كبير"، إلا أن الشهور الماضية وبالتحديد منذ بداية العام الجديد 2019، شهدت تراجعا كبيرا في أسعار السيارات. انخفاض الأسعار كشفت تقارير تحدثت عن أسعار السيارات، أن 6 شركات سيارات خفضت أسعار بسبب ضغوط حملة "خليها تصدي" بعد صراع بين وكلاء السيارات والتجار وبين المستهلكين المشاركين في الحملة والتي تجاوز أعضاؤها مليون و600 ألف شخص مقاطع لشراء السيارات. وكان آخر الوكلاء الذين خفضوا أسعار سياراتهم، هم "BYD F3، لادا جرانتا، سوزوكي ديزاير وإرتيجا، وفولكس فاجن باسات وكادي كومبي". لا تعتبر هذه التخفيضات هي الأولى منذ انطلاق الحملة، ولن تكون الأخيرة — حسب القائمين على الحملة — إذ أعلن وكلاء وتجار عدد من السيارات، على تخفيض أسعار سياراتهم أكثر من مرة. سبب تراجع الوكلاء ويعتبر ركود المبيعات في سوق السيارات خلال الأشهر الأخيرة هو السبب الرئيسي في هذه التخفيضات، بحسب ما أعلنه المدير التنفيذي لأسواق السيارات المستعملة بمحافظة القاهرة. وذكرت تقارير أن الركود أصبح يخيم على السوق، الأمر الذي دفع عددا من الوكلاء وتجار السيارات للجوء إلى تقديم تخفيضات سعرية. ويذكر أن سباق التخفيضات بدأ لاحقا في مطلع عام 2019 بعد إعفاء السيارات ذات المنشأ الأوروبي وتخفيض جمارك مثيلاتها تركية المنشأ، ثم أقر عدد من الشركات تخفيضات جديدة لتحريك السوق المحلية، التي تعاني من ركود شديد. ارتفاع سقف المطالب ومن جانبه أعلن محمد شتا المتحدث باسم حملة "خليها تصدى" أن الحملة كان لها دور كبير فى تراجع المبيعات وأثرت على الأسعار وأدت لانخفاضها فى الفترة الماضية. وأضاف شتا في تصريحات لصحيفة "الوطن" المصرية، أن "الحملة تستهدف قطع غيار السيارات، خلال أيام، بعد ارتفاع أسعارها المبالغ فيه". وأشار إلى أن "الحملة تطالب بعمل عقود صيانة بالمجان بين التاجر والمواطنين لمدة 7 سنوات على غرار دول الخليج"، مؤكدا أنهم "مستمرون حتى الوصول إلى سعر عادل للسيارات المستوردة للمواطن، الذي لم يتحقق حتى الآن". على جانب آخر قال رئيس الشعبة العامة للسيارات بالغرف التجارية فى أحد البرامج التلفزيونية، إن تراجع الدولار الجمركي سيكون له مردود ايجابي على السوق، متحديا الحملة قائلا "إذا كانت الحملة مليون شخص فإن السوق به 100 مليون شخص". ورد شتا بأن "السوق فى حالة شلل تام وإذا وصلت أسعار السيارات للسعر العادل سيتجه المواطنون نحو الشراء"، مشيرا إلى أن "التجار والوكلاء خسروا ثقة المستهلكين". نجاح الحملة وفي الوقت الذي قال فيه علاء السبع، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية، إن الحملة "لم تؤثر ولكنها أحدثت نوعا من التنافسية بين الوكلاء داخل السوق المصري"، قال شتا إن حملة "خليها تصدي" نجحت بشكل كبيرفى السوق المصري، واستجابت لها كل الأجهزة الحكومية والرقابية. وأضاف شتا أن الحملة استطاعت أن تكبد بائعي السيارات خسائر طائلة بعدما تراجعت مبيعاتهم بنسبة 90%، واستطاع آخرون تقليل نسب أرباحهم المبالغ فيها. "خليها تصدي" تعتبر حملة "خليها تصدي زيرو جمارك 2019_ Let It Rust 2019" واحدة من أكثر الحملات انتشارا في مصر في الفترة الحالية، وبدأت الحملة بجروب على "فيسبوك" واستطاع أن يجذب عدد كبير من الأعضاء والمؤيدين للحملة إذ يصل أعضاء الصفحة التي تحمل الاسم نفسه أكثر من مليون ونصف عضو. وتتهم الحملة وكلاء بيع السيارات في مصر بالمبالغة في احتساب نسبة هامش الربح على السيارة، مؤكدين على أن هامش الربح يزيد عن 40 بالمئة من سعر السيارة الأصلي، واضطرت شركات ووكلاء بيع سيارات لتقديم تخفيضات على الأسعار للمرة الثانية خلال 3 أشهر فقط من 2019