اجتاح غضب واسع أوساط المثقفين المناهضين للتطبيع من "إسرائيل" في المغرب، وذلك بعد موافقة الحكومة على تصوير مسلسل عن الجاسوس الإسرائيلي الذي أعدم في سوريا عام 1965 إيلي كوهين. وأعلن المركز السينمائي المغربي، أمس السبت، عن موافقته على تصوير حلقات المسلسل الأمريكي "ذا سباي" أو "الجاسوس" المكون من ستة أجزاء، حول الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، والذي يؤدي دوره الممثل البريطاني ساشا بارون كوهين. وسيتم تصوير المسلسل في مدن مغربية عدة كالرباط وسلا والقنيطرة وفاس، وهو ما أعاد النقاش مرة أخرى حول موقف المغرب الرسمي من التطبيع مع "إسرائيل" والقضية الفلسطينية، خاصة وأن العاهل المغربي الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس (مؤسسة عربية إسلامية انبثقت عن منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1975). وقال عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، لوسائل إعلام مغربية: "إن تصوير مسلسل حول الجاسوس إيلي كوهين جريمة تطبيعية بكل المقاييس، تتجاوز التطبيع الروتيني الذي دأبنا على إدانته إلى تطبيع من نوع آخر مرتبط بالتسويق والدعاية للجاسوسية الصهيونية، ممثلة في الجاسوس كوهين". كما نددت الحقوقية المغربية خديجة الرياضي، بالسماح بتصوير أفلام تروج للصهيونية في المغرب، وقالت: "إن المغرب يتواطأ مع الكيان الصهيوني، ويدعمُه بكل الإمكانيات، ويحمي الصهيونية ويفتح أبوابه في وجهها". ويحكي المسلسل القصة الكاملة ل "إيلي كوهين" الذي عُرف بعميل الموساد الأبرز واستطاع اختراق السلطات السورية على أعلى مستوى قبيل اعتقاله واعدامه عام 1965. ويقول الموساد إلى كوهين زوده بمعلومات استخباراتية قبل إلقاء القبض عليه، كانت عاملاً في انتصار "إسرائيل" في حرب 1967.