تنامت ظاهرة النقل السري بمراكش في الآونة الأخيرة، إلا أنها تزداد انتشارا في أيام رمضان لاسيما في أوقات الذروة التي تشهد حربا ضروسا ليس فقط بين ما يعرف باسم "الخطافة" وسائقي سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة، بل بين "الخطافين" أنفسهم. نموذج يومي يقبع أمام مستشفى ابن طفيل بمراكش حيث يصبح الباحثين عن وسيلة نقل سلعة ثمينة يتخطفها رواد النقل السري ليكدسوها بالعشرات في مختلف المركبات، المفتقدة في أغلب الأحيان إلى شروط السلامة بعيدا عن المراقبة والمحاسبة. وبالرغم من أنه نشاط غير قانوني، محفوف بالمخاطر فإنه يجد إقبالا من طرف المواطنين في غياب لبدائل قانونية. "عائشة" و"فاطمة" عاملتا نظافة بالمنطقة المحادية للمستشفى تؤكدان على أن سيارات النقل السري هي الوسيلة المنقذة من أجل العودة الى البيت مساء عند مغادرتهما لمقر العمل، خصوصا في أيام رمضان. وأوضحتا انهما لا تستطيعان دفع ثمن سيارة أجرة صغيرة في غياب الكبيرة، وبالتالي فان الخيار الأخير هو البحث عن أحد سائقي سيارات النقل السري. في المقابل "عمر" رب أسرة في عقده الرابع، قرر تحويل سيارته الخاصة الى مركبة لنقل المواطنين، بعد أن فقد عمله في إحدى الشركات. بحث عن عمل وعندما لم يتمكن من ايجاده، اقترض مالا من أحد أقاربه ليقتني سيارة مستعملة وينخرط في العمل ب "النقل السري" في مختلف نقاط الخصاص بالمدينة الحمراء ونواحيها. "محمد"سائق اجرة كبيرة منذ 10 سنوات، يتدمر من الظاهرة ويؤكد على ان استمرار تناميها سيزيد النقل الحضري بمراكش تفاقما في غياب أي تدخل جاد لتنظيم القطاع من لدن المسؤولين، مضيفا أن الظاهرة بدأت تتطاول على النقل السياحي بدوره.