تحول درب القباج بحي بنصالح بمقاطعة مراكشالمدينة، أخيرا إلى خراب ، إثر انهيار جزء من " فندق " آيل للسقوط دون ان يخلف ضحايا في الأرواح . وفي الوقت الذي أصبح بعض الصناع التقليديين بدون محلات، اضطر العديد من سكان الدرب المذكور إلى مغادرة منازلهم و اللجوء عند الاقارب حفاظا على ارواحهم ، خصوصا بعد انقطاع التيار الكهربائي بالحي ، فضلا عن الخسائر المادية التي لحقت محلات صناع تقليديين و المنازل المجاورة للفندق ، انهيار شبهه بعض سكان درب القباج بالزلزال ، حيث سمع دوي الانهيار في وقت كان أغلب السكان نائمين ، ليسقط جدار " لفندق " الذي مافتئ السكان يخبرون به السلطات المختصة و طالبوا بإدماجه ضمن المنازل و البنايات الآيلة للسقوط ، لكن تعني بعض الصناع حال دون ذلك ، في الوقت الذي استفاد العديد من " لفنادق " من عملية إعادة الهيكلة ، ليستمر مسلسل انهيار البنايات العتيقة الآيلة للسقوط لعدم قدرتها على الصمود. وأفاد مصدر مطلع ، أن انهيار " لفندق " الذي كان يضم دكاكين للصناع التقليديين ، خلف حالة من الهلع والخوف في نفوس السكان القاطنين بالمنازل المجاورة ، الذين توجسوا تضر منازلهم . واستغرب المصدر ذاته ، لعدم اهتمام السلطات المحلية ب " لفندق " سواء خلال برنامج محاربة الآيلة للسقوط ، أو ضمن برنامج الحاضرة المتجددة التي اهتمت بالواجهة ، عِوَض الاهتمام بارواح الصناع التقليديين القابعين في فضاء يشهد توالي التصدعات العميقة ، أضحت تشكل خطرا على المنازل المجاورة له . وأكد احد سكان درب القباج ، أن بعض الصناع التقليديين المتخصصين في صناعة " البلغة " استوردوا آلات جد متطورة ذات وزن كبير ، تمكنهم من إنتاج عدد كبير من الاحذية المذكورة ، في الوقت الذي يقضي " الخراز " يوما كاملا لإنتاج ثلاث " بلغات " و هي الآلات التي تشتغل بالتيار الكهربائي القوي ( 4 files ) أثرت على بنية السوق و زادت من تردي جدرانه و سقوفه الهشة ذات البناء التقليدي ، كما تاثر الفندق ببعض أشغال البناء العشوائي التي يقوم البعض بها بين الفينة و الاخرى ، في غياب تام لعون السلطة المحلية ، وقسم التعمير بمقاطعة مراكشالمدينة . و تساءل المصدر عينه ، هل غياب ضحايا وعدم تسجيل وفيات يلغي فتح تحقيق في النازلة من طرف الشرطة القضائية و تحت إشراف النيابة العامة المختصة ؟؟ أم أن هذه الاخيرة لا تحرك ساكنا إلا بعد " خروج الدم " ؟؟ في حين يرى مصدر مقرب من مقاطعة مراكشالمدينة ، أنه رغم من تكرار الانهيارات ، التي غالبا ما تخلف ضحايا من أسر بسيطة، فإن الظروف الاجتماعية للقاطنة بهذه المنازل تحول دون تفعيل قرارات إدارية تقضي بالإخلاء والهدم. وأضاف المصدر ذاته ، أن الوضع الذي تعيشه المدينة العتيقة وطبيعة بنيتها التحتية المتهالكة ، والضغط السكاني على المنازل، و الفنادق التي تحوي العديد من الصناع بعضهم يقيم بها في ظروف جد مزرية ، وهي " لفنادق " التي يتم تصنيفها بعدد الشقوق عِوَض النجوم كما يحدث بالمؤسسات السياحية، يكشف عن حجم التحدي الذي مازال يواجه الجهات المسؤولة محليا لتحديد عدد المباني التي لم تعد قادرة على الصمود بفعل تقلبات الزمن وإيجاد الحلول اللازمة ، في الوقت الذي استنكر سكان الدرب بطء السلطات المحلية في إزالة الأتربة وفك الحصار عن سكان الدرب الذين نجا بعضهم من موت محقق ، بعدما نجح الجيران من إخراجهم من بين الأنقاض التي حاصرتهم ، دون الحديث عن العملية التقليدية التي تم اعتمادها لوقف نزيف الانهيار باستعمال أعمدة خشبية " مادريات " اتضح منها أن الدرب المذكور لازال مهددا بالانهيار في أية لحظة .