يقصد السياح الاجانب كازينوهات مراكش بفندق المامونية الفاخر او فندق السعدي بالحي الشتوي ، لقضاء لحظات محدودة زمنيا ، يحددون مسبقا المبلغ الذي يجب صرفه هناك قبل أن يغادروا الفضاء باتجاه الفندق او لاستكمال السهر بالكاباريهات والملاهي ، في حين يطول مقام المغاربة المدمنون على القمار بالفضاءات المذكورة ، يطاردون وهم الكسب غير المشروع والرفاهية المفقودة الى أن يحل بهم الافلاس ، وقد ينتهي المطاف ببعضهم داخل أسوار السجن . وتحول الشاب الصيدلاني ” م أ “إلى متشرد يتنقل بين اكاديرمسقط رأسه ومراكش التي استهوته كازينوهاتها ، بعد ان تمكن في وقت سابق من ربح مبلغ مالي، قرر بعده الحضور الى مدينة مراكش نهاية كل أسبوع لزيارة كازينو السعدي او المامونية طمعا في تحقيق ربح ظل يتعقبه الى ان افلست صيدليته نتيجة تراكم ديون شركات الدواء، الامر الذي كلفه الإعتقال ، قبل ان ينفصل عن زوجته و يعيش حالة التشرد . ظل ” م أ ” يتعقب احدى الآلات تشير لافتتها الى مبلغ مالي تجاوز ثلاثين مليون سنتيم، وكان يقضي اليوم كاملا امام الآلة دون ان يتمكن من الظفر بالمبلغ المالي المذكور . ولَم يكن حال ” م أ ” أفضل من العديد من الأشخاص الذين يقصدون الكازينو للمشاركة في لعبة ” بلاك جاك ” أو البوكر ، خسروا خلالها ملايين السنتيمات منهم من افلست تجارته ، و بعضهم انتهى به المطاف داخل أسوار السجن من أجل تقديم شيكات بدون مؤونة . مقابل ذلك هناك بعض السياح الاوربيين ومن دول الخليج ، الذين يقصدون الكازينو لقضاء لحظات استمتاع محدودة زمنيا، داخل فضاء الكازينو ، الذي ينقسم إلى 3 أقسام، قسم مخصص للمطعم ، والثاني لألعاب الطاولة، ثم القسم ثالث المخصص للآلات ، وتتوسط الفضاء منصة يتعاقب عليها مغنيين اجانب ، حيث الموسيقى والخمور والسجائر بالمجان ، ليغادروا المكان سواء تمكنوا من الربح او خسروا مبلغا ماليا يتم تحديده قبل الدخول الى تلك الفضاءات التي تستمر في العمل طيلة اليوم دون توقف . فتيات ينحدرن من دول أوربا الشرقية في غاية الرشاقة يشرفن على ألعاب ” بلاك جاك ” بحثا عن الورقة الرابحة ، أو العجلة المعدنية ” الروليت ” الساحرة ، التي يترقب الزبناء الحفرة التي تتوقف بها الكرة التي يتحول بياضها الى سواد في اعين الخاسرين ، في الوقت الذي يقبع بعض الزبناء أمام آلات جامدة تبتلع النقود باستمرار، و تكون صيحتها اعلانا بفوز احدهم ليلتفت الحاضرون الى الشاشة التي تشير الى المبلغ المالي، و تحت تصفيقات الزبناء يتوجه الفائز مزهوا لتسلم المبلغ من الصندوق المخصص لذلك ، والذي لن يصل الى ما خسره بها . بعض المغاربة المدمنين على الكازينوهات بمراكش يقصدونها منذ الصباح الى غاية الليل و منهم من يقضي بها الليل كله باحثا عن مبلغ مالي في عالم الغيب ، يخسرون مبالغ مالية، تؤثر سلبا على حياتهم الاجتماعية ، اغلبهم يلتجئ الى الاقتراض سواء عبر تقديم شيكات بنكية قد تجره للمساءلة القانونية، او رهن بعض الممتلكات الشخصية التي يضطر في نهاية المطاف الى بيعها بثمن بخس . الفرنسية التي كانت تمتلك كازينو السعدي قبل وفاتها، تعتبره مشروعا مربحا ، مكنها من أرباح خيالية، وظفتها في بناء فندق فخم بجوار الكازينو وهي العملية التي شابتها عملية ارتشاء ، جرت العديد من المستشارين الى العدالة يتقدمهم رئيس بلدية المنارة جيليز سابقا . بالاضافة الى كازينو السعدي و المامونية، تضم مدينة مراكش فضاءات مقنعة للقمار داخل فيلات راقية ، يقصدها زبناء تربطهم علاقات وطيدة بأصحابها ، و احيانا يصطادون زبناء آخرين مدمنين على القمار ، و هي الفيلات التي انتشرت ببعض الأحياء ، كما هو الشأن بالنسبة لحي تاركة الذي يضم فيلا فاخرة ، اشتهرت باستقبال مغاربة، وأجانب مند الساعات الأولى من المساء ، حيث يستمر اللعب طلوع الفجر ، و أخرى بشارع محمد السادس يستغلها أحد الأجانب في جلب رواد كازينوهات مدينة مراكش، لممارسة القمار داخل فضاء هادئ ، يخسرون داخله ملايين السنتيمات في تستر ، في الوقت الذي تنتشر اخبارهم بسرعة كبيرة من داخل كازينوهات المدينة .