تعيش مدينة جرادة على وقع إحتجاجات شعبية منذ شهر دجنبر الماضي ضد التهميش والعزلة والفقر وضيق ذات اليد، هذه المدينة المنجمية التي تعتبر فيها المناجم الوسيلة الوحيدة لعيش ساكنتها والتي أغلقت منذ سنة 1998 وبعد إغلاقها قدمت وعود رسمية لساكنتها وهي الوعود التي كتبت بالحبر على أوراق رسمية تحمل خاتم الجهات المسوؤلة ،وعود بالتنمية وإيجاد بديل إقتصادي ينتشل شبابها من البطالة ويفتح في وجه الجميع أفقا للحرية والعدالة والعيش الكريم. وبعد مرور مايقارب عشرين سنة على تلك الوعود إستفاق سكان المدينة المنسية على واقع يزداد بؤسا وقتامة وفضح كل الوعود الزائفة التي لم تقدم كما يحصل في الكثير من الأحيا ن إلا لتأجيل الأزمة ! وهاهي الحكومة تقدم من جديد وعودا لطمأنة الناس لكن هؤلاء فقدوا الثقة في كل شيء ونفذ صبرهم ونظموا إحتجاجات شعبية ووجهت بالقمع والعنف وكان لحكومتنا كل الجرأة السياسية والقانونية للتصدي لتلك الإحتجاجات بكل "شجاعة"وصرامة "في"تطبيق القانون "كما يردد الناطق الرسمي بإسم الحكومة. فهل للحكومة كامل الجرأة والشجاعة لمواجهة الفساد ونهب المال العام والرشوة والريع والإفلات من العقاب بنفس الحزم والصرامة ؟
محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام