كشف مصدر مقرب من الطالب المراكشي "مازن شكير"، ضحية الاعتداء المسلح بداكار نهاية الاسبوع المنصرم، عن حقائق خطيرة تعكس المعاناة التي يعيشها الطلبة المغاربة في السنغال، والتي افرزت نتائج درامية مرات عديدة وتوجت بمقتل الطالب الشاب البالغ قيد حياته العمر 24 سنة، والذي كان يتابع دراسته الجامعية في جامعة الشيخ "أنتا ديوب" بالعاصمة داكار. وحسب ما صرح به أحد أصدقاء الفقيد الذي حصل على الدكتوراه في الطب في السينغال التي يعيش فيها ويدرس مند ما يقارب 14 سنة، فإن الضحية المنحدر من مراكش والقادم منها قصد استكمال دراسته في طب الاسنان منذ قرابة ست سنوات، كان رفقة مجموعة من الطلبة الذين يقاسمونه المسكن ليلة السبت – الاحد، تاركا دراجته النارية خارج البيت كعادته حتى وقت متاخر، من الليل قبل ان يقرر إدخالها للمنزل. ويضيف المصدر من داكار ل"كش24″، أن الضحية الذي يواصل دراسته في السنة الاخيرة بكلية الطب بدكار تخصص طب الاسنان، تفاجأ اثناء محاولته ادخال الدراجة النارية، بأفراد عصابة معروفة في الحي الذي يقطه عدد كبير من الطلبة المغاربة على متن الدراجات النارية، حيث هاجمه افردها الستة باستعمال الاسلحة البيضاء ووجهوا له طعنة قوية على مستوى شريان الفخد نزف على إثرها ما يكفي من الدماء الكفيلة بإنهاء حياته بشكل مؤسف، من أجل هاتف نقال طمع الجناة في سرقته. وحسب مصادرنا فإن صديقا للراحل مازن، استطاع لحظات بعد الاعتداء، إيجاد سيارة أجرة، نقلته في البداية إلى مستشفى رئيسي بالمدينة، يبعد بحوالي عشر دقائق على السيارة من مكان الاعتداء، لكن القائمين على المستشفى أوصوا بنقله إلى المستشفى العسكري لخطورة إصابته، وهناك وافته المنية في الطريق، تقريبا بعد بضع ساعات من الاعتداء عليه في حدود الساعة الخامسة صباحا من يوم اول امس الاجد. ووفق المصدر ذاته فإن افراد العصابة المذكورة معتادون على التردد وتنفيذ عملياتهم الاجرامية بنفس الطريقة عبر التهديد بالسلاح الابيض، وقد تمكنوا قبل اسابيع قليلة من سلب طالب مغربي هاتفه وما يحمله من نقود اثناء محاولته الصعود لسيارته في نفس الحي، مؤكدا ان تقاعس مصالح الامن وعدم تجاوبها مع شكايات الطلبة المغاربة المستهدفين بشكل رئيسي من طرف قطاع الطرق، جعلت هؤلاء يتمادون ويقضون مضجع الطلبة المغاربة. وإستنادا للمصدر ذاته، فإن معاملة رجال الامن للطلبة المغاربة السيئة وغير المسؤولة، نتيجة طبيعية لعدم وجود سفارة تدافع عن مواطني بلدها بالشكل المطلوب، ولا تتجاوب مع انشغالاتهم واجتياجاتهم، ما يجعلهم غير ذي قيمة لدى السلطات السينغالية التي لا تتحرك بعد تلقيها الشكايات بخصوص سرقة منازل الطلبة واعتراض سبيلهم بشكل متكرر وملحوظ. ويضيف المصدر أن السفارة المغربية أخبرت أصدقاء الفقيد بضرورة جمع الاموال الكفيلة بنقل جثمانه لمسقط راسه، لانها لا تتوفر على ميزانية خاصة لنقل جثامين الموتى، وإن كانوا طلبة بالكاد يستطيعون مسايرة غلاء المعيشة في العاصمة السينغالية، وهو الامر الذي جعل زملاء الفقيد وأصدقائه يباشرون جمع الاموال من اجل توفير ما يقارب 80 الف درهم لنقل جثمانه ليواى الثرى بمسقط رأسه وقد تمكن افراد الجالية بداكار بجمع المبلغ المطلوب عبر مساهمات من مغاربة وسينغاليين من ضمنهم وزير التعليم العالي بدكار، والذي ساهم بما يقارب 17 الف درهم، حيث من المنتظر ان ينقل جثمان الراحل الى مسقط راسه بمراكش يوم غد الاربعاء، وفق ما علم من مصادر رسمية، وسط حديث عن وعود بالتكلف بمصاريف نقله، وتنازل جهات عن تكالبف مرتبطة بعملية النقل، كما هو الحال بالنسبة للخطوط الملكية المغربية.