حط التسول رحاله وفرض أمره، وانتشر وزاد انتشاره في عدد من أحياء مراكش،وبدا في الفترة الأخيرة كظاهرة يعاني منها الشارع بمختلف أطيافه، وأصبح يمثل وجعاً مؤلماً في قلب المدينة، حتي أن البعض اعتبره مهنة من لا حرفة له ، وبات هؤلاء المتسولين يبتكرون أساليب وطرقا جديدة للنصب والاحتيال على المواطنين تحت غطاء التسول. وتتعدد وسائل التسول وصوره، وأشكال القائمين عليه بحسب التطور العصري للمتسول الذي يبتغي في نهاية الطريق استعطاف قلب البعض والحصول على ما في جيوبهم، حتى أن منهم من أصبح يستخدم أدوات تكنولوجية حديثة خلال التسول، ويعتمد البعض الآخر على مشاهد تمثيلية قد تنحى بعيدا عن التسول ولكنها أصبحت طريقة حديثة للنصب على البسطاء من المواطنين. وتتجسد تمثيلية هؤلاء المتسولين، كأن يدعي أحدهم فقد محفظته أو سرقة ماله ويريد الذهاب للبيت ولا يجد مالا يسافر به، كما يحدث في محطة الحافلات بسيدي مومن، أو مباغتة البعض وهو في أحد المطاعم الفاخرة في حي جليز من قبل أحد المتسولين الذين ينجحون في الحصول على وجبة فاخرة من التي يأكل منها . ولعل من الظواهر التي قد تصيب دهشة بعض المواطنين تجاه سلوكيات المتسولين بمختلف أشكالها، هو الأخبار الرائجة في مراكش حول اكتشاف متسولين قضوا حياتهم في التسول، وراكموا ثروات بالملايين، كما هو الحال مع متسول يقطن بالقرب من واد اسيل بحي سيدي يوسف بن علي ،والذي خلف بعد مماته ثروة تقدر بالملايين ، هذا في الوقت الذي تتعفف فيه أسر معوزة كثيرة ومحتاجة عن التسول رغم قسوة العيش التي تعانيها. ظواهر أخرى قد تتسبب في غضب المواطنين من المتسولين مثل تعمد المتسول الوقوف أمام السيارات في إشارات المرور، حتى أن متسولة "حامِل" عرّضت نفسها وطفلها للخطر فضلاً عن سائقي السيارات والمارة الواقفين عند الإشارة المرورية في شارع علال الفاسي بالدوديات، أثناء ممارستها التسول في الشارع غير مبالية بالعواقب. وتطالب جمعيات المجتمع المدني، من المواطنين بعدم التعاطف مع المتسولين الذين يتم مشاهدتهم كل يوم في مكان معين سواء أمام المساجد أو على أبواب الأسواق والانقياد إلى خدعهم وأكاذيبهم، مما يؤدي إلى زيادة تواجدهم بالشوارع.