يحتضن المغرب ممثلا في الصندوق السيادي للاستثمار “إيتمار كابيتال”، وللمرة الأولى بإفريقيا، القمة السنوية لمجموعة الصناديق السيادية للاستثمار المشترك (كروسابف) سنة 2018. وجاء الإعلان عن ذلك يوم الأربعاء بمراكش، خلال اجتماع لجنة العمل لمجموعة الصناديق السيادية للاستثمار المشترك (كروسابف) المنظم من قبل الصندوق السيادي للاستثمار “إيتمار كابيتال”، والصندوق السيادي الكوري للاستثمار. وستشهد قمة 2018 مشاركة كبار أصحاب القرار في الميدان المالي على المستوى العالمي، كما ستتيح تسليط الضوء على القارة الافريقية وجعلها في صلب النقاشات خلال هذه التظاهرة العالمية المتميزة. وأجمع العديد من المتدخلين خلال لقاء مراكش على التأكيد على الأهمية التي يكتسيها انضمام المغرب للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والتي يصل ناتجها الداخلي الخام إلى حوالي 680 مليار دولار وتشكل القوة الاقتصادية ال20 على المستوى العالمي. وأبرزوا أن انضمام المغرب إلى هذه المجموعة لن يسمح فقط بانفتاح المملكة على سوق تضم أزيد من 750 مليون نسمة ولكن سيتيح أيضا للبلدان الأعضاء الاستفادة من الخبرة المغربية المتميزة في مجال الاستثمار والطاقات المتجددة. وأكدوا على أن المغرب يعد في نظر المستثمرين المؤسساتيين الدوليين بوابة للاستثمار نحو إفريقيا وهو ما سيشجع المؤسسات المالية على النظر إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا كسوق مشتركة حقيقية ذات مؤهلات كبيرة، مسجلين أنه بفضل ريادة ورؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس تجدد المملكة المغربية التأكيد على دورها كفاعل رئيسي في خدمة الاستثمار المشترك والتعاون على المستوى الدولي. وعرف اجتماع لجنة العمل لمجموعة الصناديق السيادية للاستثمار المشترك (كروسابف) مشاركة ممثلي العديد من الصناديق السيادية العالمية وخاصة من روسيا وجمهورية أذريبدجان وماليزيا وكوريا وفرنسا وسلطنة عمان وكذا مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية والتي ستنظم هذه السنة القمة السنوية “لكروسابف” بدبي. وركزت أشغال هذا الحدث الدولي الذي ضم مختلف الفاعلين الماليين، على جاذبية الاستثمار بإفريقيا تماشيا مع منطق التعاون جنوب -جنوب الذي يدعو إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وشكلت القارة السمراء محور النقاشات خلال هذا اللقاء الذي شهد حضور العديد من المؤسسات المالية الإفريقية خاصة الصناديق السيادية بالسنغال (الصندوق السيادي للاستثمارات الاستراتيجية) وبالغابون ورواندا ونيجيريا. كما تم التأكيد خلال هذه التظاهرة على أهمية الاستثمار المسؤول والتنمية المستدامة والذي يستأثر أكثر فأكثر باهتمام المستثمرين المؤسساتيين، وكذا المنحى العالمي للاستثمار وفرص وتحديات الاستثمار المشترك. وشهد هذا الحدث، أيضا، حضور أهم الفاعلين الاقتصاديين المغاربة مما أتاح لهم فرصة عقد لقاءات مع مستثمرين مؤسساتيين دوليين. يذكر أن مجموعة الصناديق السيادية للاستثمار المشترك (كروسابف)، التي تأسست سنة 2014، تعد أرضية ترمي إلى تسهيل الاستثمار المشترك والتعاون بين المستثمرين المؤسساتيين من أجل تحسين الانتاجية. ويجتمع أعضاء هذه المجموعة مرتين كل سنة لمناقشة ودراسة الإمكانيات الكفيلة بتعزيز الاستثمار المشترك والتعاون، وكذا بحث الاستراتيجيات وأفضل الممارسات في مجال الاستثمار. ويلتئم بالقمة السنوية مستثمرون ورؤساء مقاولات وأطر عليا بحكومات الدول الأعضاء لمناقشة المصالح الراهنة للمستثمرين وأرضيات التعاون والاستثمار في الأسواق الصاعدة، وكذا الاستثمار المستدام والممارسات الفضلى في مجال الاستثمار المباشر.