بعد فشل كل المحاولات التي قادتها السلطات المحلية بقيادة سكساوة ودائرة ايمنتانوت طيلة يوم امس الثلاثاء، لإقناع حشود عمال شركة مناجم سكساوة الغاضبة،قصد العدول عن تنظيم مسيرتهم الاحتجاجية صوب مقر العمالة، وكانت السلطات تمني النفس لإنهاء الأزمة بايمنتانوت يتدخل عامل شيشاوة شخصيا لإخماد فوران المحتجين. وقد دعا عامل الإقليم ممثلي الشركة إلى اجتماع ثاني طارئ بمقر عمالة شيشاوة ليلة يومه الأربعاء، لإيجاد مخرج لهذه الأزمة التي افتعلتها شركة مناجم سكساوة بعد تماطلها في تسديد رواتب ما يربو عن 320 عاملا ، وهو ما أدى إلى تأجيج غضبهم ومن تم الخروج في مسيرة احتجاجية مرددين خلالها شعارات منددة بما يتعرضون له من تهميش واستغلال من طرف الشركة المشغلة،التي نهجت سياسة التسويف والتماطل في تسوية الوضعية المالية لعمالها لما يزيد عن ثلاثة أشهر. العملية وفق مصادر ل"كش24″ استنفرت مختلف الأجهزة الأمنية ورفعت من حرارة الهواتف منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، حيث سارعت السلطات المحلية الى محاولة احتواء الوضع عبر دعوة ممثلي المحتجين إلى طاولة الحوار بمبادرة من رئيس دائرة ايمنتانوت بحضور قائد سكساوة ورئيس جماعة ايت حدو يوسف، وممثلين عن مصلحة الموارد البشرية للشركة المذكورة، وقد باءت نتائج هذا الاجتماع الماراطوني بالفشل، بعد تشبث كل طرف بمطالبه، حيث رفض ممثلي العمال الجدولة الزمنية المقدمة لهم من طرف الشركة لأداء أجورهم عبر اشطر تمتد إلى شهر ماي القادم، بدعوى إن الشركة تمر من ضائقة مالية.لتغادر أفواج المحتجين مقر الدائرة قاصدين عمالة شيشاوة عبر الطريق الوطنية رقم 8 تحت حراسة أمنية مشددة، وهو الأمر الذي جعل عامل شيشاوة يخرج أوراقه الأخيرة لاحتواء الوضع وامتصاص غضب المحتجين بدعوة ممثليهم إلى ضرورة الالتحاق الانتقال إلى مكتبه بمقر عمالة شيشاوة لدراسة سبل الخروج من هذا الوضع المتأزم.