تواصل الشاحنات الضخمة إزهاقها للارواح في المجال الحضري بمدينة مراكش، حيث لقي مستخدم فندقي كان على متن دراجة نارية الاسبوع الماضي مصرعه، تحت عجلات شاحنة من الحجم الكبير، بمقاطعة المنارة، ما خلف أسى وحزنا ومأساة انسانية و طرح اكثر من تسأؤل بخصوص قانونية تجوال هذه الشاحنات داخل بعض المناطق بالمدينة الحمراء. وحسب مصادرنا، فإن إستياء عميقا خلفته الحادثة الاخيرة التي راح ضحيتها سائق الدراجة النارية بالقرب من مدار الأحباس باحياء المسيرة ،عززه استحضار حوادث مماثلة وقعت قبل اسابيع قليلة فقط، حينما تسببت شاحنة كبيرة كانت راجعة للخلف في مقتل طفل صغير، وقبلها بأيام قليلة فقط حين لقي عشريني مصرعه تحت عجلات شاحنة كبيرة في منطقة عين إيطي، بينما راح مسن كان على متن دراجة هوائية ضحية احتكاك مع “رموك” آخر قرب منقطة “الاقواس” بحي المحاميد قبلها بأسابيع. وفضلا عن الخسائر البشرية التي تتسبب فيها الشاحنات الكبيرة، فإن هذه الاخيرة تواصل تخريب بوابات المدينة العتيقة، كما هو الشأن لباب اغمات حيث تتواجد بعض الوحدات الصناعية، بالاضافة الى عدد من البوابات الاخرى كباب قشيش وغيرها من ابواب المدينة العتيقة، حيث تخضع هذه الابواب لترميمات متواصلة بسبب إحتكاك الشاحنات الضخمة بجوانبها، ما يعرضها للتخريب بشكل متواصل. ويطالب مهتمون بالشأن المحلي بتقنين ولوج الشاحنات الكبيرة التي تنقل المنتجات والسلع و المواد المستعملة في مختلف الأنشطة الاقتصادية إلى الوسط الحضري بمراكش، من أجل تخفيف الضغط على حركة السير والجولان داخل المدينة، وحماية لارواح مستعملي الطريق وبالخصوص اصحاب الدرجات النارية والهوائية، وذالك عبر تخصيص منصات لاستقبال البضائع المنقولة من طرف الشاحنات الضخمة بمختلف أشكالها في مداخل المدينة، قبل توزيعها بواسطة عربات متوسطة الحجم في أوقات زمنية محددة، خارج أوقات الذروة.