دخلت السلطات المحلية وعناصر القوات المساعدة بمدينة تامنصورت على الخط، للحفاظ على الامن بمختلف احياء المدينةالجديدة، عبر دوريات أمنية باشرتها منذ بداية الاسبوع الجاري. ويبدو ان السلطات المحلية إستجابت لدعوات المواطنين التي وجهت عبر "كش24" بعد استفحال مختلف المظاهر الاجرامية، ومن ابرزها السرقة باستعمال العنف وتنامي ظاهرة حيازة الاسلحة البيضاء، حيث لم تمضي سوى ساعات بعد النداء الموجه من طرف المواطنين عبر "كش24″، حتى باشرت السلطات المحلية دوريات امنية غير مسبوقة بعدد من الاحياء بمدينة تامنصورت، ما ترك صدى طيبا لدى الساكنة التي استبشرت خيرا بهذه الخطوة بالموازاة مع إختفاء مجموعة من الفوضويين الذين كانوا يروعون الحي عبر دراجاتهم النارية . ووفق ما عاينته "كش24" فإن سيارة القوات المساعدة صارت تظهر اكثر من مرة في الليلة الواحدة في عدد من الاحياء التي لم تكن السلطات المحلية تظهر بها بتاتا، على غرار حي السعادة الذي يشهد انفلاتا امنيا منذ اسابيع، بعد تنفيذ عدد من عمليات السرقة عبر التهديد بالسلاح الابيض خلال فترات متقاربة، في غياب رد أمني بحجم استفحال الظاهرة. وحسب مصادرنا، فإن عدد العمليات الاجرامية ارتفع بشكل ملفت بفعل الغياب الشبه كلي للدوريات الامنية من طرف مصالح الدرك الملكي، ما جعل لصوص ومجرمين ينفذون عملياتهم بشكل جريئ وعنيف خلال الاسابيع القليلة الماضية، ما خلف مآسي وخسائر مادية وإصابات، وموجة من الهلع و التوجس لدى الساكنة التي صارت لا تأمن على نفسها وممتلكاتها بسبب تضاعف اعداد اللصوص الوافدين من مختلف الدواوير المجاورة وتنامي ظاهرة حيازة الاسلحة البيضاء من طرف مراهقين وقاصرين وذوي السوابق العدلية ما جعل ابسط الخلافات تتحول الى شجارات دامية وخطيرة . وقد شهد الحي خلال الاسبوع المنصرم عدة عمليات سرقة آخرها يوم السبت الماضي حينما انتزع لصوص الحقيبة اليدوية لفتاة بالقرب من إحدى محطات توقف حافلات النقل الحضري بالحي، والتي كانت تحتوي على مبلغ يفوق 500 درهم و هاتفين، فيما نفذ لص آخر سرقة باستعمال السلاح الابيض، يوم الجمعة الماضي، بعدما أخرج سائق سيارة عنوة من سيارته وأصابه على مستوى اليد، فيما سجلت حالات سرقة متفرقة في الحي بداية الاسبوع، طالت أشخاص وممتلكات أبرزها بعض السيارات المركونة في الازقة. وقد ضاقت الساكنة درعا من إستفحال الظاهرة، وتردد مشبوهين على الحي طيلة النهار على متن دراجات "س90″، بشكل جماعي يثير الرهبة لدى الساكنة، فيما لاحظ مواطنون تنقل عصابة على متن دراجة ثلاثية العجلات مهترئة في الساعات الاولى من الصباح منتصف الاسبوع الماضي، ما دق ناقوس الخطر باعتبار دخول هذه النوع من الدرجات على الخط، يعني سهولة تنفيذ عمليات سرقة قد تطال درجات نارية مقفلة وممتلكات المواطنين. وقد ساهم غياب الدوريات الامنية في التسيب الامني الذي بدا يلوح في الافق مؤخرا، ما جعل أصحاب السوابق العدلية واللصوص ومدمني المخدرات يتنقلون باشكال استعراضية وبشكل جماعي في بعض الاحيان، بالموازاة مع خرق لقوانين السير و تهديد حياة المارة والاطفال والمس بالنظام العام واستعراض العضلات، ما دفع الساكنة لاخد المزيد من الاحتياطات في ظل غياب نجاعة حقيقية للتصدي للظاهرة من طرف مصالح الدرك بالمدينة، في انتظار تدخل من القيادة الجهوية للدرك ومختلف المتدخلين. وقد دعا مهتمون بالشان العام المحلي بمدينة تامنصورت، بتدخل السلطات المحلية بإعتبار ان الحل الانسب للقضاء على الجريمة بالمدينة هو تخصيص دوريات امنية مشتركة واسعة، بمساعدة السلطات المحلية وعناصر القوات المساعدة، من أجل الحد من تحركات المجرمين وشل حريتهم في التحرك والمناورة، وهو ما يستوجب تدخل مباشر لوالي جهة مراكش والقائد الجهوي للدرك لاستنساح هذه التجربة التي نجحت في عدد من الاحياء بمدينة مراكش عبر تظافر جهود السلطات المحلية والامن الوطني. وتنتظر الساكنة ان تنخرط مصالح الدرك الملكي في الدوريات الجديدة للسلطات المحلية والقوات المساعدة، من اجل منحها قوة اكبر للتدخل، علما ان سيارة الدرك الملكي قد شوهدت أول امس الثلاثاء أثناء القيام بدورية بحي السعادة ومحيطها دقائق قليلة قبل شروع السلطات المحلية والقوات المساعدة في دوريتها الامنية بنفس المنطقة، في انتظار تنسيق بين المسؤولين على مستوى ولاية الجهة والقيادة الجهوية للدرك، من أجل منح الضوء الاخضر لمباشرة دوريات مشتركة بين الجهازين.