حاولت المخرجة تنويع النماذج؛ النموذج العلماني والنموذج السلفي والنماذج الشعبية المحافظة والمنحلة، إلا أن المخرجة وجهت الفلم بما يتناسب مع منهج القناة ومع إيديولوجيتها العلمانية، أي تلميع وترجيح النموذج العلماني، ويتجلى ذلك في: – جعل النموذج العلماني في مقدمة الفلم -واعطاؤه حصة الأسد من وقت الفلم- وكذا في خاتمته. – تنويع أماكن التصوير معهما بخلاف النماذج الأخرى، وفي وضعيات رومانسية توحي للمتفرج بأنهما أكثر النماذج سعادة في الحياة الزوجية. – اشارك المدافعين على ذلك النموذج دون غيره. – اختلاف نوعية الأسئلة المطروحة عليهم مما يجعل جوابهم تهجميا على أفكار الآخر وعلى قيم المجتمع المغربي المسلم. – اظهارهم في مقام المتظلم، المُهاجم من طرف المجتمع. لعل هذه المؤشرات كافية للحكم على الفلم بانعدام الموضوعية، وطغيان الذاتية والإيديولجبة العلمانية فيه، ولولا هذا لما تكفلت القناة الثانية بعرضه فهو يتماشى مع مشروع القناة "نشر الفاحشة" بين المغاربة. أعذر النماذج الأخرى لأنهم على حسن نية، إلا أنهم استغلوا ووظفوا من طرف المخرجة، بحيث جعلتهم نموذج رديء مقابل النموذج المثالي المنفتح الميسر للزواج المساير للواقع الخادم للمرأة المساوي بين الزوجين المحرر لها، في المقابل النماذج الأخرى تقليدية، روتينية وبعضها متشدد ما يهمه جسد المرأة فقط. فبهذا تكون المخرجة قد عرضت مناظرة خفية وغير متكافئة بين مرجعيتين مختلفتين، وجهت المتفرج بأساليب فنية للاقتناع بالنموذج العلماني الحداثي المنحل، فلا يظهر الأفضل إلا بوجود الأسوأ. ‘ طالب باحث في ماستر التربية والدراسات الاسلامية.