لقد صار واقعنا موسوما بالتفاهة، فحيثما وليت وجهك وجدتها تجاهك، تحيط بك من كل الجوانب. ففي الشوارع تبصرها وترى منها أشكالا وألوانا، أما في الإعلام وبخاصة المرئي منه فتلك حكاية أخرى ،هي التي جعلت هذا القلم يهيج شوقا لإماطة اللثام عنها. من المعلوم أن الإعلام تحدد أدواره في: التوعية والتثقيف والترفيه ،لكن هذا الأمر يكاد ينعدم في إعلامنا . فتغير الحال بأن صارت الشاشات مليئة بالتافهين والتافهات، والذين يتاح لهم من الزمن القدر الكافي الذي يكفل لهم عرض مشاريعهم وأفكارهم الهدامة، التي ليس لها أي غاية سوى تدمير العقول ،وقتل ملكة الجمال والإبداع في النفس. فهؤلاء صاروا يُعظمون ويمجَّدون و يكرمون وفي المقابل يتجاهل ذوي الشأن العلمي، أصحاب العقول النيرة، الذين يحملون هم الأمة ويأملون في رقيها وتحقيق النهضة المنشودة التي تشرئب لها قلوبهم، وقلوب كل الناس التي تحمل ضمائر حية. كما صارت البرامج بمختلف أصنافها لا تبتغي من عرضها إلا تمرير السموم المدسوسة للمتلقين . وحتى لا تكون من مستقلبي تفاهتمهم، وتغير الشر خيرا نافعا، إختر لنفسك طريقة راقية في زمن اللارقى، ولا يوجد أفضل وأمتع من قراءة الكتب ،فهي فن ذو رسالة، ورسالة تحمل غاية، وغاية تجر ورائها الصلاح والرشاد، لك ولغيرك. بالقراءة تكتشف دروبا وعوالم كنت تحسبها غريبة عليك، وقد كانت اقرب إليك من حبل الوريد، ولكنك لم تكن تشعر بها، لأنك ببساطة تهت في عالم التفاهة فصرت لا تدري أين توجد المتعة والمنفعة .والكتاب صديق ليس ككل الأصدقاء فهو لا يخون ولا يكذب، وكم يكون سعيدا عندما تقلب ورقة من أوراقه وتقرا حرفا من حروفه المرسومة فوق ورقة أنيقة ناصعة البياض. وحتى تنفذ إلى أسراره اجعله جليسك الأنيس. فداء التفاهة خطير وليس له من دواء إلا القراءة * طالب بكلية اللغة العربية السنة الثالثة بسلك الإجازة.