انتخب البرلمان الصومالي، مساء اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء الأسبق، محمد عبد الله فرماجو، رئيسا للبلاد في ختام انتخابات أجريت على جولتين تنافس فيها 21 مرشحا، رافقتها إجراءات أمنية مكثفة شملت أحياء العاصمة. وفاز "فرماجو" برئاسة الصومال بعد حصوله في الجولة الثانية على أصوات 184 نائبا من أصل 328 شاركوا في الانتخابات، متفوقا على الرئيس المنتهية ولايته، حسن شيخ محمود، الذي حصل على 99 صوتا. ولم تكن تلك النتيجة تمنح "فرماجو" الفوز في تلك الجولة التي كان من المفترض أن يحصل خلالها على ثلثي الأصوات، غير أن إعلان المرشح الثاني بعده "شيخ محمود" تنازله عن خوض غمار الجولة الثالثة الأخيرة حسم التنافس لصالحه ليصبح الرئيس التاسع للبلاد منذ استقلالها عام 1960. وأجريت مساء اليوم الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الصومالية بين ثلاثة مرشحين فقط، هم "شيخ محمود" الذي حصل في الجولة الأولى على 88 صوتا، و"فرماجو" (73 صوتا)، والرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد 49 صوتا. وقبيل انطلاق الجولة الثانية، انسحب المرشح الرابع عمر عبد الرشيد علي شرماركي، بعد حصوله على أصوات قليلة في الجولة الأولى لم تتعدى 37 صوتا من إجمالي 328. وكان المرشحون الأربعة (قبيل انسحاب شرماركي) قد حازوا على بطاقة مرور للجولة الثانية، عقب تصدرهم نتائج الجولة الأولى التي أجريت في وقت سابق من اليوم، وصوت فيها 328 نائبا من أصل 329، إجمالي عدد نواب البرلمان الصومالي، بغرفتيه مجلس الشعب ومجلس الشيوخ. وجاء فوز "فرماجو" الكاسح مفاجأة غير متوقعة لأغلبية من توقعوا منافسة نهائية بين الرئيسين السابقين شيخ شريف أحمد وحسن شيخ محمود. وعقب إعلان النتيجة، هنأ "فرماجو" جميع النواب بغرفتيه الشعب والشيوخ الذين صوتوا لصالحه أو ضده، متعهدا في الوقت نفسه بدفع البلاد إلى مرحلة الاستقرار السياسي. وبدأت الاحتفالات وإطلاق النار في الهواء ابتهاجا بفوز "فرماجو"، بحسب مراسل الأناضول. من جهته، قال الرئيس المنتهية ولايته، حسن شيخ محمود، إنه راض عن النتيجة التي أفرزتها الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أنه سيسلم السلطة إلى الرئيس الجديد بشكل ديمقراطي. وتنافس في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الصومالية، التي تجري في العاصمة مقديشو، 21 مرشحا، بعد استقالة أحد المرشحين قبيل انطلاق التصويت اليوم. وشهدت الانتخابات الرئاسية التي أجريت في خيمة كبيرة قرب مطار مقديشو الدولي، حضورًا كبيرًا، من مراقبي السباق الرئاسي وسفراء أجانب، إلى جانب ممثلين عن المجتمع الدولي. وينتظر الرئيس الصومالي الجديد حزمة تحديات، في مقدمتها التحدي الأمني، الذي أثقل كاهل المواطن الصومالي، فضلا عن محاولة دفع عجلة الاقتصاد في البلد الفقير، وهو إحدى سبع دول ذات غالبية مسلمة منع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم 27 يناير الماضي، سكانه من السفر إلى الولاياتالمتحدة لمدة 90 يوما؛ بدعوى العمل على حماية الأمريكيين من "هجمات إرهابية"، وفقا للأناضول.