هوية بريس – عادل عطاف مما يحزن القلب أن يتطاول على كلام رب البشر، القران الكريم، جهارا نهارا شرذمة علمانية ولا سلطة تردعهم وتعاقبهم. أيها العلمانيون إن المغاربة المسلمون سئموا من عويلكم وصراخكم بين الحين والأخر المتمثل في عدائكم وطعنكم في الدين الإسلامي ودعوتكم للخروج عن تعاليمه وترك أحكامه وثوابته الراسخة بدعوى حرية الفكر والرأي والتعبير، وهي في الحقيقة زندقة يريدون بها هدم الثوابت التي يقوم عليها المجتمع المغربي المسلم. لقد أزكمتم أنوفنا وصككتم أذاننا بأقوالكم وأفكاركم الشاذة التي تتمثل في حرية الإسفاف والدعارة الفكرية التي صدمتها هواجس الخذلان وأدركتها مصائب الحرمان وغلبتها بوادر الصد عن الحق عياذا بالله. يأهل القرار والسلطان ببلدنا المغرب الحبيب إنكم ستسالون أمام الله عن عدم إنكاركم باليد واتخاذكم أي إجراء في حق هؤلاء العلمانيين المختلين عقليا والمنتكسين عقائديا. فقد ردوا بكل وقاحة تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى في سورة الفاتحة التي يحفظها كل المغاربة أطفالا وشبابا ذكرانا وإناثا رجالا ونساء والتي يجهر بها في صلواتنا التي تؤدى بمساجدنا "غير المغضوب عليهم ولا ضالين"، بقولهم "لسنا بحاجة إلى تفسير مثل هذا من الممكن تفسير الفاتحة تفسيرا يتطابق مع التزامات الدولة". أليس هذا طعن في الذي لا ينطق عن الهوى نبينا المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم؟؟؟ واستخفاف بالقرآن الكريم وتطاول على مصادر التشريع؟؟؟ واخترِاق منهم لكل الخطوط الحمراء غير مبالين بملاين المسلمين المغاربة وعلى رأسهم أميرهم الملك محمد السادس؟؟؟ فأين دوركم وتدخلكم يا أصحاب القرار والسلطان في الحفاظ على الأمن العقائدي لدى المغاربة؟؟؟ لماذا تعطل جميع العقوبات في حق بني علمان وإذا تحدث أحد من العلماء أو الدعاة أو طلبة العلم يتهم بالإرهاب وبزعزعة عقيدة المغاربة ظلما وزورا فتطبق وتنفد في حقه جميع البنود والقوانين؟ أليس هدا إرهاب وزعزعة لقعيدة المغاربة من هؤلاء المتطاولين الحاقدين على الإسلام وأهله؟ لهذا أناشدكم الله وأذكركم به يا أهل القرار والسلطان ببلدنا لأنه سائلكم يوم تلقونه جل في علاه عن واجبكم اتجاه دينكم وشعبكم أن تضربوا بيد من حديد على هؤلاء المعتدين على حرمة ديننا وكتاب ربنا. فقد ثبت عن عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث رضي الله عنه وروي عن عمر أيضاً رضي الله عنه وعن سائر الصحابة أجمعين: (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)، أي يمنع بالسلطان اقتراف المحارم وانتهاكها أكثر ما يمنع بالقرآن؛ لأن بني علمان ومن على شاكلتهم من أهل الزيغ والضلال لا تؤثر فيهم زواجر القرآن، ونواهيه فيقدموا على المحارم فينتهكونها ولا يبالون، لكن متى علموا أن هناك عقوبة من أصحاب القرار والسلطان، ارتدعوا، وخافوا من العقوبة السلطانية. لكن حقيقة صدق من قال من أمن العقوبة أساء الأدب!!! يا علمانيون إنها سورة الفاتحة سنقرؤها كما أنزلها أمين وحي السماء جبريل عليه السلام على أمين وحي الأرض نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ما بقي الليل ونهار لا كما تريدون ولن تجدوا أحدا من المغاربة سيوافقكم على حمقكم وبغيكم وظلمكم لله ولرسوله ولكتابه وللمؤمنين يقول الله جل في علاه {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (الفرقان33). يقول ابن عباس ترجمان القران وحبر الأمة رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة: ولا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ أي: بما يلتمسون به عيب القرآن والرسول إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا أي: إلا نزل جبريل مِنَ الله بجوابهم. والمعنى: ولا يأتيك -أيها الرسول- المشركون بحجة أو عرض شبهة إلا جئناك بالجواب الحق الواضح البين، وبأحسن بيان له وتفصيلا، الذي يبطل شبهتم ويدمغها، ينزل القرآن الكريم بتفنيد كذبهم، ودحض شبهتهم وإبطالها، فيحق الحق، ويبطل الباطل، لأنه سبحانه أعلم بنفسه، وأعلم بغيره ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. ثم إن قولكم هذا حرق لإجماع الأمة وجُمْهُور المفسرين المجمعون على أَنَّ الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ هم الْيَهُود، وَالضَّالِّينَ النَّصَارَى، لأن ذَلِكَ جاء مُفَسَّرًا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث عَدِيّ بْن حَاتِم وَقِصَّة إِسْلَامه، أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنَده، وَالتِّرْمِذِيّ فِي جَامِعه. وَشَهِدَ لِهَذَا التَّفْسِير أَيْضًا قَوْله سُبْحَانه فِي الْيَهُود: "وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّه" الْبَقَرَة، وَقَالَ: "وَغَضِبَ اللَّه عَلَيْهِمْ" [الْفَتْح:6]، وَقَالَ فِي النَّصَارَى: "قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْل وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاء السَّبِيل" {الْمَائِدَة77} . قال الإمام القرطبي عن تفسير النبي للآية "وتفسير الني صلى الله عليه وسلم للفاتحة أولى وأعلى وأحسن". وقال ابن أبي حاتم: لا أعلم خلافًا بين المفسرين في تفسير المغضوب عليهم باليهود، والضالين بالنصارى. ويشهد لهذا التفسير النبويّ الآيات القرآنية، قال الله تعالى في خطابه لبني إسرائيل في سورة البقرة: {بِئْسَمَا اشتروا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ الله بَغْيًا أَن يُنَزِّلُ الله مِن فَضْلِهِ على مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ على غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَاب مُّهِين} [البقرة:90]. وقال سبحانه: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذلك مَثُوبَةً عِندَ الله مَن لَّعَنَهُ الله وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ القردة والخنازير وَعَبَدَ الطاغوت أولئك شَرّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السبيل} (المائدة:60). فجميع أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم حجة شرعية على العباد إن ثبتت. هذا هو قول جمهور علماء الأمة الإسلامية في تفسير الآية التي طلبتم تبدليها بتفسيركم العلماني العبثي!!! وختاما أقول لكم خبتم وخاب سعيكم فإن المغاربة شعب مسلم ولله الحمد ولن تستطيعوا بإذن الله مهما حاولتم أن تغيروا معتقدهم وثوابتهم الراسخة قيد أنملة بأفكاركم الإلحادية الدخيلة علينا. وعلموا أيها المغرضون أن القران الكريم الذي يقرأ في مساجدنا ويدرسه أبناؤنا ويحفظه ويعلمه أئمتنا سيبقى محفوظا بإذن الله. قال جل في علاه {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. ومقتضى الحفظ أن لا يدخل في القران ما ليس منه وأن لا يخرج ما هو منه؟ فهل أنتم أعلم أم الله يا علمانيين؟ والحمد لله رب العالمين.