هوية بريس – ذ. طارق الحمودي بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله أما بعد: فقد كنت متابعا لما تصدره بعض المزابل من نتانة بسبب تحريك الأستاذ حماد القباج لها بترشحه للانتخابات القادمة، وقد أزكمت نتانتها أنوفنا كما هي العادة حينما تحرك…لكنني لم أكن أتوقع أن يمنع من الترشح إداريا، ورغم أنني لست مشتغلا بمثل هذه الأمور، -فللقانون أهله وللسياسة أصحابها- فإنني أعرف كيف أقرأ الأحداث في سياقها، والذي ظهر لي مما حصل خطير.. خطير جدا… سأبدأ بنص في غاية الأهمية.. أستخرجه من كتاب في غاية الخطورة.. كان له تأثير كبير جدا في الغرب الإسلامي قديما فكرا وسياسة، ويبدو أن تأثيره عبر الوسائط التاريخية لا زال مستمرا… هو كتاب يعرفه المشتغلون بالفكر الإنساني عامة، وبالفكر الإسلامي خاصة.. اختلف الناس في من ألفه، لكن الترجيحات تكاد تجتمع على أنه تأليف شيعي إسماعيلي… أتحدث عن "رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا"، وهو كتاب يحمل معالم ومضامين الفكر الباطني القائم على الإلحاد والزندقة، كتبه مجموعة من الشيعة الإسماعيلية الباطنية الملحدة ليكون حاملا لأدبيات فكرهم وليسير عليه أتباعهم، والنص الذي اخترته خطاب موجه لأحد أتباع أصحاب الكتاب يقولون فيه: "واعلم أيها الأخ البار الرحيم، أيدك الله وإيانا بروح منه، أن لنا إخوانا وأصدقاء من كرام الناس وفضلائهم متفرقين في البلاد، فمنهم طائفة من أولاد الملوك والأمراء والوزراء والعمال والكتاب، ومنهم طائفة من أولاد الأشراف والدهاقين والتجار والتناء ومنهم طائفة من أولاد العلماء والأدباء والفقهاء وحملة الدين، ومنهم طائفة من الصناع والمتصرفين وأمناء الناس…". واضح أن النص رغم لغته المخادعة ينتمي إلى مجموعة وثائق الاستخبارات الباطنية، وواضح أنه يتحدث عن قدرة هذه الطائفة على اختراق المؤسسات الإدارية والمؤسسات المدنية والاقتصادية لدولة ما، وقد يصل هذا التسرب إلى أن يكون حرس الملك منهم، كما حصل لصلاح الدين الأيوبي الذي اكتشف أن بعض أخص حراسه من طائفة الباطنية الحشاشين أتباع شيخ الجبل.. الذين عرفوا باغتيال القادة والعلماء، فكانوا يقتلون في صمت…كل من كان يفسد عليهم مؤامراتهم من "عباد الله" ،كما كانوا معروفين باستعمال السحر في تسرباتهم غسلا للأدمغة قتلا للخصوم كما في كتاب "المؤامرات، حقائق أم نظريات" لفاروق عمر العمر !! لست أقصد الإسماعيلية عينا، بل أقصد نوعهم، وممارساتهم، فطريقتهم في التسرب صارت اليوم منهجا متبعا، استفيد منهم كما يقول برنارد لويس المستشرق الأنكلوساكسوني المعروف. لست أحسن الحديث في السياسة وما يحوم حولها، لكنني أعرف كيف أتلمح الجوانب الفكرية في الأحداث.. وسأترك النص بين أيدي العاقلين، ولن أقبل أي تعليق عليه، فليس غرضي من وضعه بين أيديكم استثارة تعليقاتكم.. بل استثارت عقولكم.. فالمغرب أيها الإخوة بلد عظيم ،من الطبيعي جدا ان تناله المؤامرات والدسائس، -فهو بلد يوسف بن تاشفين- يستحق منا أن نخدمه لوجه الله بكل ما نستطيعه، بتنمية قدراته على كل المستويات، والحرص على مقومات وحدته الوطنية، وإشاعة الأمن والإيمان فيه، وبث روح التعاون والتكافل بين أفراده، -دون المندسين والمتسربين الإقصائيين الذين صارت أوراقهم تكشف مرة بعد مرة بفضل الله تعالى- وبالسعي في تنقية الفكر من كل دخيل، ونسأل الله تعالى أن ينقيه مما لا نقدر على رفعه ولا دفعه إلا بالدعاء.. ثم أقلامنا. ما يسميه البعض "تماسيح وعفاريت".. ويسميه آخرون "تحكما" وآخرون "الدولة العميقة " لا أفهمه، إنما أفهم لغة الفكر المنضبطة، وأسمي الأشياء بأسمائها، وسورة البقرة شاهدة! أخي الفاضل السيد حماد القباج.. أيها المواطن المغربي الصادق.. لقد صارت قصتك دليلا على تهافت هؤلاء.. فالسفهاء لا يخدعون ولا يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون.. هذا وأنت متربع على كرسي متحرك.. فكيف لو كنت تمشي على قدميك.. أحييك على قدرتك على إخراجها منها!، وأشد على يديك لحسن تصرفك، وأهنئك بمراسلتك العاقلة أميرَ المؤمنين حفظه الله ونصره نصرا مقرونا بالهداية والتوفيق لما فيه الخير للمغاربة أصالة، وللمسلمين تبعا. ومرة أخرى.. أرجو منكم أن لا تعلقوا ولو بكلمة واحدة.