هوية بريس – د. حميد العقرة إنا لله وإنا إليه راجعون، (الشيخ محمد الدرعاوي في ذمة الله) توفي قبل قليل شيخنا محمد الدرعاوي (عن سن السبعين) على إثر إصابته بجلطة دماغية يوم السبت ففاضت روحه رحمه الله هذا المساء . رحم الله شيخنا رحمة واسعة وبرد مضجعه وأدخله الجنان ، ورزق أهله ومحبيه الصبر والسلوان، وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. وهذه ترجمة موجزة للشيخ رحمه الله تعريفا به وأداء لبعض حقه علينا. هو الشيخ الدكتور محمد بن محمد بن عمر الدرعاوي، المولود في مدينة رباط الفتح سنة 1367، حصل على شهادة الباكالوريا سنة1386 وعمل مدرسا للغة العربية بثانوية الرازي بعين الشق الدارالبيضاء خمس سنين، ثم التحق بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الاسلامية بطيبة الطيبة ، وحصل على الاجازة سنة 1397، وكان المشرف على بحثه الأستاذ علي بن عبد الرحمن الحذيفي تحت إشراف فضيلة العلامة حماد بن محمد الأنصاري، وناقشه العلامة عبد الله بن محمد الغنيمان. اشتغل مدرسا بثانوية التعليم الأصيل بمدينة مكناس من 1398 إلى 1403، ثم مدرسا بكلية الآداب بمدينة مكناس سنة 1404، وحصل على دبلوم الدراسات العليا سنة 1409 في موضوع " عقيدة الإمام ابن خزيمة ومنهجه في التصنيف العقدي" من جامعة الحسن الثاني كلية الآداب بالدارالبيضاء، ثم على شهادة دكتوراه الدولة في موضوع" عقيدة أئمة كبار المالكية خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين" من جامعة مولاي إسماعيل العلوي كلية الآداب بمكناس سنة 1416. تتلمذ على ثلة من العلماء الأخيار داخل المغرب وخارجه. فمن المغرب: العلامة محمد تقي الدين الهلالي العلامة الحسن بن عبد الرحمن النتيفي. العلامة القاضي الزبير الحسني العلامة الرحالي الفاروقي العلامة محمد خليل الورزازي وغيرهم كثير. وأما شيوخه بطيبة الطيبة فكثر على رأسهم: العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز العلامة حماد بن محمد الأنصاري العلامة محمد ناصر الدين الألباني العلامة عبد المحسن بن حمد العباد وغيرهم من علماء الحجاز. وأما تلامذة الشيخ فهم كثر ولله الحمد سواء ممن درس عليه بالتعليم الأصيل أو الجامعي أو الدروس الخاصة بمدينة الرباط، على رأسهم: شيخنا العلامة الدكتور زين العابدين بلا فريج والشيخ الدكتور رشيد نافع الداعية بدولة هولندا والشيخ محمد بوقدير الداعية بدولة فرنسا عرف عن الشيخ رحمه الله صدعه بالحق لا يعرف المداهنة أو التلون، بل ثبات على المبدأ مهما كانت العواقب، وقاف عند نصوص الوحي ، معظما لقدر السلف وللعقيدة السلفية، مع تمتعه بذاكرة قوية رغم كبر سنه فيستحضر الحوادث بتواريخها والشخصيات بأسمائها وأنسابها، سريع الدمعة عند ذكر المواقف المؤثرة .هذا ما شاهدته منه خلال رحلاتي معه للدعوة إلى الله تعالى بدول أوربا (هولندا و إيطالياوفرنسا) كان بمثابة الوالد ناصحا وموجها ومثبتا ومشجعا، جزاه الله عني خير الجزاء. رحمك الله يا أبا سعد، وإنا لله وإنا إليه راجعون.