هوية بريس – متابعة من جرائم العلمانية في تركيا.. إعدام الرئيس بتهمة أداء فريضة الحج!! هذا ما فعله الجيش التركي الحامي للدستور العلماني سنة 1960 عندما قام رئيس الوزراء المنتخب "ديمقراطيا" بأغلبية ساحقة عدنان مندريس بإعادة الآذان باللغة العربية. ثم قام بأداء فريضة الحج سرا بعد زيارة لمنطقة الخليج.. فحكمت عليه محكمة عسكرية تركية بإعدام رئيس الحكومة مندريس 1960 بتهمة السعي لإنشاء دولة دينية!! الرجل الذي أعاد الآذان باللغة العربية إلى تركيا إضافة إلى بقية إصلاحاته ومات شنقاً!!! يحكى أنه رحمة الله عليه بينما كان ذات مرة يركب طائرة توقف أحد محركاتها وأعلن الربان حالة الخطر، فعاهد مندريس ربه لئن أنجيتني لأعيدن الإسلام إلى تركيا، واحترقت الطائرة وكان الشخص الوحيد الذي نجا منها هو مندريس. دخل الحزب الديمقراطي سنة (1950م) الانتخابات ببرنامج عجيب توقعت له كل الدراسات الأمريكية الفشل المطلق. كان البرنامج لا يتضمن أكثر من عودة الآذان باللغة العربية، والسماح للأتراك بالحج، وإعادة إنشاء وتدريس الدين بالمدارس، وإلغاء تدخل الدولة في لباس المرأة .كانت النتيجة مذهلة، سقط حزب أتاتورك إلى اثنين وثلاثين نائبا، وفاز الحزب الديمقراطي بثلاثمائة وثمانية عشر مقعدا، وتسلم عدنان مندريس مقاليد الحكم رئيسا للوزراء، وجلال بايار (رئيس الحزب) رئيسا للجمهورية، وشرع لتوه ينفذ وعوده التي بذلها للشعب أثناء عملية الانتخابات. واستجاب مندريس لمطالب الشعب فعقد أول جلسة بمجلس الوزراء في غرة رمضان، وقدم للشعب هدية الشهر الكريم: (الأذان بالعربية وحرية اللباس وحرية تدريس الدين، وبدأ بتعمير المساجد). وجاءت انتخابات عام (1954م) وهبط نواب حزب أتاتورك إلى (24) نائبا، وسمح بتعليم اللغة العربية، وقراءة القرآن وتدريسه في جميع المدارس حتى الثانوية وإنشاء عشرة آلاف مسجد، وأنشأ اثنين وعشرين معهدا في الأناضول لتخريج الوعاظ والخطباء وأساتذة الدين، وسمح بإصدار مجلات وكتب تدعو إلى التمسك بالإسلام والسير على هديه، وأخلى المساجد التي كانت الحكومة السابقة تستعملها مخازن للحبوب وأعادها أماكن للعبادة، وفتح (25) ألف مدرسة لتحفيظ القرآن. وتقارب مندريس مع العرب ضد الكيان الصهيوني، وفرض الرقابة على الأدوية والبضائع التي يصنعها الصهاينة، وطرد السفير "الإسرائيلي" سنة (1956م). تحركت القوى المعادية للإسلام ضد مندريس، فقام الجنرال (جمال جو رسل) سنة (1960م) بانقلاب وشنق عدنان مندريس وفطين زورلو، وحسن بلكثاني. وكتب بعد هذه الجريمة الصحفي سامي كوهين: لقد كان السبب المباشر الذي قاد مندريس إلى حبل المشنقة سياسته القاضية بالتقارب مع العالم الإسلامي والجفاء والفتور التدريجي في علاقتنا مع "إسرائيل". وللتذكير ففي زيارة مندريس -رحمه الله- إلى دول الخليج قام سرا بأداء فريضة الحج، وكان افتضاح مر حجته تلك من أسباب إعدامه أيضا.