هوية بريس – الخميس 09 يناير 2014م سوف لن أكون مثل أولئك الذين يتصيدون تصريحات بعض الأشخاص ليستثمروها لصالحهم في معارك سياسية وأيديولوجية، وأكاد أجزم لكم أنه لو كان إسلاميا أو متدينا ولو كان رسميا، لما سكت الإعلام ولما صمتت الجرائد مرة أخرى، إذا ما نطق واتهم المغاربة بالنفاق بأي تأويل كان، ولو برر كلامه بسياق معين لحديثه؛ لأنه مع الأسف هناك قبح وحقد دفين تستدعيه كتائب إعلامية لاستدراج مكونات في المجتمع المغربي لمعارك هامشية ومحسومة، وسوف يقدم الإعلام العمومي والنخب العذر للعلماني الذي يسب ويتهم لأنهم يسمحون لهم بالخطأ ويمكن أن يزل، ولكن ليس من حق الإسلامي أو المتدين أن يخطأ، بل حرموه من الخطأ والفشل.. استمرار اتهام المغاربة في سريرتهم، وفي صفاء نفوسهم التي ارتضت ما يريح بالها وما يريح عقلها، أمر كره وأمر يجب استنكاره، فالمستقرئ البسيط لما يستمع له المغاربة على أثير الاذاعة والتلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي قد تبين مدى لهفهم على الاستماع لكتاب الله، وعلى الاستمتاع بالنشيد الاسلامي، والحرص على متابعة الشيوخ والدعاة والحج لهم أينما وجدوا… هناك من يجتهد لتحويل المعركة في المغرب إلى معركة هوية، والحال أن البلد حسم مع أمر الهوية منذ زمان وقرون سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي، المغرب يعيش أزمة قيم صحيح، وهذا أمر لا ينكره أحد، والنقاش الصحيح إن كانت لهؤلاء العلمانيين نية حقيقية هو الوقوف على التمفصلات الاجتماعية والقيمية التي يعرفها المجتمع والاجتهاد من أجل إيجاد بديل وحل لها، لا إلصاقها بمرجعية دينية ونصوص قرآنية وحديثية. موجهو الإعلام مازالوا معتقلين لخطه التحريري، ويوجهونه وفق مقاربة سياسية ايديولوجية، لا تحترم دستور المغاربة ولا ثوابتهم، ويعتبرونه ذراعا لهم لتصفية حساباتهم مع مخالفيهم، ويستعينون ببعض الوجوه المعطلة للعمل لديهم من أجل الإثارة وفقط، وهنا نفقد إعلاما شعبيا ونضيع وطنا نريد العيش فيه!!