سوف لن أكون مثل أولئك الذين يتصيدون تصريحات بعض الأشخاص ليستثمروها لصالحهم في معارك سياسية وأيديولوجي، وأكاد أجزم لكم أنه لو كان اسلامي أو متدين ولو كان رسميا، لما سكت الاعلام ولما صمتت الجرائد مرة أخرى، غذا ما نطق واتهم المغاربة بالنفاق بأي تأويل كان، ولو برر كلامه بسياق معين لحديثه؛ لأنه مع الأسف هناك قبح وحقد دفين تستدعيه كتائب اعلامية لاستدراج مكونات في المجتمع المغربي لمعارك هامشية ومحسومة، وسوف يقدم الاعلام العمومي والنخب العذر للعلماني الذي يسب ويتهم لانهم يسمحون لهم بالخطأ ويمكن أن يزل، ولكن ليس من حق الاسلامي أو المتدين أن يخطأ، بل حرموه من الخطأ والفشل.. استمرار اتهام المغاربة في سريرتهم، وفي صفاء نفوسهم التي ارتضت ما يريح بالها وما يريح عقلها، أمر كره وأمر يجب استنكاره، فالمستقرئ البسيط لما يستمع له المغاربة على أثير الاذاعة والتلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي قد تبين مدى لهفهم على الاستماع لكتاب الله، وعلى الاستمتاع بالنشيد الاسلامي، والحرص على متابعة الشيوخ والدعاة والحج لهم أينما وجدوا... هناك من يجتهد لتحويل المعركة في المغرب إلى معركة هوية، والحال أن البلد حسم مع أمر الهوية منذ زمان وقرون سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي، المغرب يعيش ازمة قيم صحيح، وهذا أمر لا ينكره أحد، والنقاش الصحيح ان كانت لهؤلاء العلمانيين نية حقيقية هو الوقوف على التمفصلات الاجتماعية والقيمية التي يعرفها المجتمع والاجتهاد من اجل ايجاد بديل وحل لها، لا الصاقها بمرجعية دينية ونصوص قرآنية وحديثية. موجهوا الاعلام مازالو معتقلين لخطه التحريري، ويوجهونه وفق مقاربة سياسية ايديولوجية، لا تحترم دستور المغاربة ولا ثوابتهم، ويعتبرونه ذراعا لهم لتصفية حساباتهم مع مخالفيهم، ويستيعينون ببعض الوجوه المعطلة للعمل لديهم من أجل الاثارة وفقط، وهنا نفقد اعلاما شعبيا ونضيع وطنا نريد العيش فيه !!