هوية بريس- محمد زاوي كان اللباس ساترا لكن لم تعد له وظيفته الأولى! أصبح يعري.. أصبح "يستر" بلغة التعري.. كان يقي البرد فأصبح يكشف عورات الجسد. كان يخفّف الحرّ فأصبح أشكالا في مخاطبة "حرارة الفتن".. كان لباسا للنساء فنافسهم عليه الرجال. كان لباسا للرجال فأعجبت به النساء.. كان خاضعا لمعيار ثقافتنا الخاصة فأصبح ثقافة دخيلة. كان تمييزا بين الرجال والنساء فأصبح شعارا ل"مثلية" الجنس.. كان وسيلة للنظام والعمل فأصبح فلسفة في سيولة المعايير.. كان ضرورة في زمن الندرة فأصبح اختيارا سائلا في زمن الكثرة.. كان قديما يفتخر بالجديد فأصبح جديدا على الدوام لا يعرف معنى الجِدّة. كان تجارة في ما ينفع الناس فأصبح تجارة في ما "يغير خَلق الله". يفقده الناس في الهوامش والنوائي، فيما يستسهله آخرون في المهرجانات والسهرات وحيث يغيب الإحساس بالفقراء والمهمشين.. أيها اللباس، لقد عدنا إلى سابق عهدنا حيث الفاقة وقلة اليد.. اكتفينا منك بالخيط والخيطين، بالمرقعة في ثوب كاشف، بالزر في حزام جلدي، بربطة عنق في فراغ من جسد، بالجيوب بلا سراويل، بالجوارب والقبعات ليس بينها حدود، بالجسد يبحث عن غطاء من شريط نسيج، بالجلباب أريد له أن يتحول إلى تفاهة.. أيها اللباس لقد كنت ساترا.. فلماذا ياتراك اليوم تعري؟!