صدمة كبيرة في أوساط جسم العدالة، وعند عدد كبير من المتابعين بعد صدور قرار عزل القاضي الشاب عفيف البقالي، الذي كان يزاول عمله بالدائرة الاستئنافية لمدينة الراشيدية، إثر متابعة تأديبية. عفيف الذي انتخب منذ أسبوع رئيسا للمكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب بالراشيدية، كان متابعا بسبب مجموعة من تدوينات نشرها على حسابه في فيسبوك، يتحدث فيها عن رغبته في سيادة القانون وغياب الرشوة، كأي إنسان نزيه يحب العدالة وينشد العدل، دون الإشارة إلى أي أحد أو ربط ذلك بقضية من القضايا. وعن القرار الصادم كتب رشيد آيت بلعربي، عضو مجلس هيئة المحامين بالقنيطرة، في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن المتابعة التي على أساسها تم عزل القاضي المذكور لم تكن من أجل فساد أو رشوة أو تنازل عن استقلاله كقاض بمناسبة البت في قضية ما، وأضاف موضحا "بعد الاطلاع على ما نشره الأستاذ البقالي على صفحته في الفيسبوك، تأكد لنا ما كنا متأكدين منه. نعم إنها بضع كلمات تعبر عن خواطر وقناعات تعلن الرفض التام لمظاهر الرشوة و الفساد في المجتمع ككل دون ربطها بواقعة معينة أو شخص محدد". وأضاف متسائلا "أفلهذا الحد أصبح الحديث عن الفساد والرشوة يزعج ويقض مضجع الساهرين على أمننا القانوني و القضائي؟ ألهذا الحد نريد سلب إرادة القاضي وتحويله من إنسان يعيش وسط مجتمع من حقه أن يحلم بسيادة القانون والعدل وباختفاء الرشوة والفساد من محيطه العام إلى مجرد روبو لإنتاج أحكام رديئة لا تحقق عدلا ولا عدالة ولا ترد حقوقا ولا تحمي حريات؟". كما تأسف المحامي آيت بلعربي، بالتأكيد على أنه "مرة أخرى نخسر موعدنا مع التاريخ و نخسر معه واحدا من أنزه وأشرف القضاة لا لذنب ارتكبه إلا لأنه اختار أن يفكر بصوت مرتفع حول الأمراض التي تنخر المجتمع". إن عزل القاضي الأستاذ عفيف البقالي اليوم، حسب آيت بلعربي "جاء ليؤكد مرة أخرى أن عدالتنا ليست بخير و أن جسمها المريض لم يعتد أن يتمرد أعضاؤه عن الحديث عن هذا المرض في زمن استقلال السلطةالقضائية. فعزاؤنا واحد للعدالة المغربية التي فقدت اليوم أحد أشرف قضاتها".